كشفت كارثة إسقاط الطائرة الأوكرانية بصاروخ إيراني، حجم جرائم نظام طهران وتمادي سلوكه العدواني في استهداف الطائرة ومقتل 176 شخصا من جنسيات مختلفة، امتدادا لسجله القاتم بجرائم الحرب بحق آلاف المدنيين في سوريا والعراق، كما أثبت الاعتداء الصاروخي على الطائرة تخبط المنظومة العسكرية للحرس الثوري الذي أنكر مسؤوليته عقب الكارثة، ليعود خلال أقل من يومين إلى الاعتراف بجريمته بعد فشل تبرير مزاعمه. وأعلنت الرئاسة الأوكرانية بدء إجراءات رسمية لفتح تحقيق دولي في تحطم الطائرة، وقالت في بيان أن الرئيس الأوكراني اتفق مع نظيره الفرنسي ماكرون على أن يساعد خبراء فرنسيون في فك شفرة الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة. جاء ذلك، بعدما أقر الحرس الثوري الإيراني، مسؤوليته عن حادثة إسقاط الطائرة الأوكرانية، إلا أنه زعم أن الصاروخ الذي أطلق باتجاهها انفجر قرب الطائرة، قائلاً "إن الطائرة حرفت مسارها للعودة"، وهو ما نفته لاحقاً أوكرانيا وإثبات ذلك بالخرائط ، وقال متحدث باسم الخطوط الأوكرانية في مؤتمر صحافي إن اعتراف إيران بإسقاط الطائرة الأوكرانية يبرئ كييف من أي مسؤولية، مؤكداً أنه كان يجب على إيران إغلاق المطار. وفي تصريح يعكس ضعف التقدير العسكري والاستهتار الإيراني بالقوانين الدولية للطيران المدني ، تذرع قائد القوة الجوفضائية أمير زاده، بأن الحرس الثوري ظن أن الطائرة الأوكرانية صاروخ كروز، كاشفاً أنها أُسقطت بصاروخ قصير المدى ، مضيفا بأن الحرس سيقبل أي قرار يتخذه المسؤولون في هذا الشأن، وهو ما يعكس حجم المأزق الإيراني أمام مسؤوليته المباشرة في كارثة الطائرة. وبعد نفي متكرر، أعلن التلفزيون الإيراني، السبت، أن الطائرة المدنية أسقطت عن غير قصد بسبب خطأ بشري. ويأتي هذا التصريح ليكذب كافة التصريحات السابقة التي أدلى بها مسؤولون إيرانيون، بأن الطائرة لا يمكن أن تكون قد سقطت بصاروخ، وداعين إلى انتظار اكتمال التحقيقات لمعرفة سبب السقوط. وكانت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة أعلنت في وقت أمس، أن الطائرة المنكوبة حلقت قرب موقع عسكري حساس تابع للحرس الثوري، وأُسقطت دون قصد نتيجة خطأ بشري، واستمر التضارب المتعمد حيث أوضح الجيش الإيراني في بيان أن القوات المعنية ظنّت أنّ البوينغ الأوكرانيّة "طائرة معادية"، مؤكداً أنه ستتم محاسبة الأطراف المسؤولة عن ذلك. يذكر أن رئيس منظمة الطيران المدني الإيرانية، علي عابد زاده، كان أكد الجمعة أن الطائرة الأوكرانية التي تحطّمت قرب طهران لم تصب بصاروخ. وقال خلال مؤتمر صحافي في طهران "هناك أمر واحد مؤكد هو أن هذه الطائرة لم تصب بصاروخ"، بعدما أكدت كل من بريطانيا وكندا أن مصادر استخباراتية أشارت إلى أن الطائرة أسقطت جراء خطأ في منظومة الدفاع الجوي الإيرانية.