دعا معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء المسلمين إلى الامتثال بأوامر الله تعالى والأخذ بالوسطية التي أمر بها الله تعالى وأمر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهي الوسطية الموافقة للعقل السليم، لأن الشرع الصحيح بنصوصه وقواعده واجتهادات العلماء فيه يدعو إلى الوسطية والاعتدال، وينهي الناس عن الغلو والمبالغة. وقال معالي الدكتور سعد الشثري – في كلمة قدم بها كتاب: (الإسلام دين الوسطية والاعتدال على مدى الأزمان) من إعداد الأستاذ سلمان بن محمد العُمري -: إن الله - جل وعلا - قد وصف هذه الأمة بأنها أمة وسط، فما من كتاب من كتب أهل السنة والجماعة وكتب الحديث والأثر إلا نص فيه على أن هذه الأمة وسط، وعلى أن اتباع المنهج الصحيح وسط بين الغالي والجافي، وأن الوسطية والاعتدال سمة الشريعة بنص القرآن، وهذه الشريعة متسمة بأنها شريعة سمحة، ورفع الحرج، قال تعالى: (وما جعل عليكم في الدين من حرج)، فالعدل في الأحكام والتصرفات يوجب الوسطية. وأوضح معاليه أن حياة الناس لا تستقيم إلا بالوسطية، فمصالح الناس تقتضي عقلاً أن يكون هناك منهج متوسط يجتمعون عليه ويدافعون عنه، مؤكداً أن الوسطية فيها مراعاة للزمن والناس ، فالزمن يتغير والناس يحتاجون إلى تجدد، ويجب على الناس أن يمتثلوا المأمور ويجتنبوا ما لم يؤمروا به في المناهج والأفكار، والوسطية بريئة من الأهواء، كما أن الوسطية أبعد عن الفتن والتكفير لذلك اختار لنا ربنا دين الوسطية. واعتبر معالي الدكتور سعد الشثري كتاب (الإسلام دين الوسطية والاعتدال على مدى الأزمان) لمؤلفه الأخ العزيز سلمان العُمري إسهاماً طيباً في تبيان حقيقة الدين الإِسلامي وأنه دين الوسطية والاعتدال، ودين نبذ التشدد والغلو بكل أشكاله وصوره، وهذا المعنى مؤكد بالأدلة الصريحة من القرآن الكريم والسنة المطهرة، وقد دعا الإسلام إلى اليسر والسماحة وتميزت به أحكام الشريعة من العبادات والمعاملات، والحقوق الاجتماعية والآداب والأخلاق. ومن جهته، أبان مؤلف الكتاب الأستاذ سلمان بن محمد العُمري في مقدمة كتابه الذي جاء في (74) صفحة من الحجم المتوسط أن موضوع كتابه دار حول أربعة مباحث، المبحث الأول: (حقيقة الوسطية والاعتدال) والمبحث الثاني: (مظاهر الوسطية والاعتدال في الإسلام)، والمبحث الثالث: (دلالة نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية على اليسر والسماحة)، والمبحث الرابع: (منهج القرآن الكريم والسنة النبوية في التعامل مع الآخرين). وفي ختام الكتاب، خلص مؤلفه إلى أن دور العلماء والمؤسسات الإسلامية المعتبرة مهم في هذه المرحلة، لبيان حقيقة الإسلام فيما يتصل بمواقف الغالين والمنقادين، وأنه دين العدل والوسطية واليسر والاعتدال، ويجب على الجميع عدم التواطؤ على الأخطاء أو الانحراف عند جادة السلف ، ولا نرضى بوضع الأمة الإسلامية بأنها داعية إرهاب، وأن دينها دين التشدد والغلو، وإعطاء صورة سيئة عن الإسلام، فالإسلام بريء من كل تزمت وهو دين السماحة والأخلاق، والداعي إلى المحافظة على الأمن والاستقرار والدعوة إلى الله بالحسنى. تجدر الإشارة إلى أن هذا الإصدار هو السادس عشر للمؤلف، حيث كان الإصدار الأول بعنوان: (العنف في العمل الإسلامي المعاصر)، والثاني: (مشكلات الطفولة بين التشخيص والعلاج)، والثالث: (الكنز الثمين في معاني أسماء البنات والبنين)، والرابع: (وباء المخدرات وخطره على صحة المجتمع)، والخامس: (آفة التدخين بين الطب والدين)، والسادس: (البيان في الدفاع عن القرآن)، والسابع: (جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم " عطاء ونماء " )، والثامن: (سلوكيات يرفضها الإسلام)، والتاسع: (المرأة السعودية والخادمة)، والعاشر: (حدث في المحكمة)، والحادي عشر: (في أروقة المحاكم)، والثاني عشر: (ظاهرة التدخين في المجتمع السعودي " دراسة ميدانية" )، الثالث عشر: (ظاهرة الطلاق في المجتمع السعودي " دراسة ميدانية " )، والرابع عشر: (جائزة الشيخ صالح بن سليمان العُمري للتفوق العلمي والعملي)، والخامس عشر: (أولئك رجال ونساء أسلموا).