أكد خبراء أن الضربة العسكرية الأمريكية لقواعد ما يسمى ب”حزب الله” العراقي، المليشيا الموالية للنظام الإيراني، تحمل رسائل عديدة للملالي وذيولهم، وتنقل الصراع من الحرب الاستخبارية إلى المواجهة العسكرية المكشوفة، وتؤكد أن الذين ارتضوا بارتداء العباءة الإرهابية الفارسية لن ينجوا من العقاب. وقد قال هشام البقلي، الباحث في الشأن الإيراني: إن الغارات لمقاتلات أمريكية على 5 مواقع تابعة لما يسمى ب” حزب الله” العراقي في الأراضي العراقية والسورية تحمل مجموعة من الرسائل: أولها تأكيد الإدارة الأمريكية على استمرار جهودها في محاربة النظام الإيراني ومليشياته في المنطقة بالكامل، وثانيها: تشديد واشنطن على قدرتها باستخدام القوى العسكرية ضد مليشيات إيران بالمنطقة، وأن العقوبات الاقتصادية ما هي إلا خيار من الخيارات المطروحة على الطاولة الأمريكية في التعامل مع العربدة الإيرانية. وأضاف، أن الرسالة الثالثة موجهة لدول المنطقة، وتؤكد فيها واشنطن تواجدها بجانب حلفائها من الدول العربية ضد سياسات إيران في المنطقة . وأوضح البقلي، أن الرسالة الرابعة متعلقة بالعراق بشكل واضح، وهي تأكيد الإدارة الأمريكية بأنها ترغب فى طرد المليشيات الإيرانية من العراق، وعودة العراق إلى الوضع الطبيعي من حيث استقلال القرار الوطني. خط أحمر فيما قال أحمد عمران، الخبير بالشأن الدولي: إن الضربات التي شنتها الولاياتالمتحدةالأمريكية رسالة قوية لطهران، بأن واشنطن لن تصمت على الإرهاب الإيراني في المنطقة. وأضاف أن طهران ظنت أن رغبة ترامب في تجنب الحرب معها ضعف من الولاياتالمتحدة، لكن الرد الأمريكي جاء قويًا للغاية. ونوه “عمران” إلى أن رسالة أمريكالإيران ومليشياتها واضحة ومباشرة؛ بأنهم ليسوا بمنأى عن الضربات الأمريكية، وأن سقوط قتلى أمريكان خط أحمر، لن تسمح بتجاوزه، وسترد على تخطيه بقوة وعنف. العباءة الفارسية وقال الكاتب والمحلل السياسي العراقي د. مراد الجاني: إن الهجمات الأمريكية أوصلت رسائل عاجلة للمجرمين والغاصبين والطائفيين المعتدين؛ أهمها أن كل المجرمين الذين ارتضوا بالعباءة الفارسية تحت خط النار، ولا نجاة لمن وقف خلف سلاح الإرهاب الإيراني البغيض الذي حرق الأخضر واليابس، ولكل من ارتضى لنفسه أن يكون آلة صماء بيد الملالي، وعصاباتهم الإرهابية الخبيثة، وأن اليد التي تمتد إلى القوات الأمريكية داخل العراق تقطع، وأن هذا الاستهداف جاء لإضعاف قدرة المليشيا الإرهابية على تنفيذ الهجمات الخبيثة. تصفية حسابات أما الإعلامية العراقية إيثار إبراهيم، فقالت: إن الصراع الأمريكي الإيراني طويل، وهناك رسائل متبادلة حول التصعيد عسكريًا بين الطرفين منذ مدة طويلة في العراق، ليس ثمة من طرف سياسي أو شعبي يتمنى أن تتحول الساحة العراقية إلى ساحة تصفية حسابات، يدفع ثمنها المواطن العراقي، سيما في ظل العملية السياسية الهشة والاختراق الكبير للدولة العراقية. مواجهة مكشوفة في السياق، يرى الإعلامي العراقي حيدر الأسدي، أن الرسالة العسكرية التي وجهتها واشنطن إلى طهران من خلال استهداف أحد أبرز أذرعها في العراق والمنطقة، تعد انتقالةً واضحة من الحرب الاستخبارية إلى المواجهة العسكرية المكشوفة، وبداية فعلية لتقليم أظافر الميليشيات الموالية لطهران في العراق، وقد تكون أيضًا بداية لعمليات استخبارية ترافقها ضربات جراحية بطائرات مسيرة أو صواريخ موجهة لتصفية قادة الميليشيات الأخرى الموالية لإيران خلال المرحلة المقبلة. ونوه إلى أن بيانات عديدة صدرت من قبل الميليشيات المختلفة الموالية للملالي، تتوعد خلالها بالرد القاسي، إلا أن مراقبين يرون في التصعيد الكلامي مجرد دعاية إعلامية لحفظ ماء الوجه، بعد تدمير القوات الأمريكية لقواعد ما يسمى ب”حزب الله” العراقي، ضمنها أكبر قواعده بمدينة القائم في محافظة الأنبار.