فيما أعلنت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات الرئاسية الجزائرية فوز عبدالمجيد تبون برئاسة البلاد، يتواصل الحراك الشعبي الرافض لنتائج الانتخابات بعد أن استمر خلال الفترة الماضية رفضًا لإجرائها، مما يزيد من عدم وضوح المشهد خلال الفترة المقبلة. وقد فجرت الانتخابات مفاجأة كبيرة بالإعلان عن فوز عبدالمجيد تبون، رئيس الوزراء الأسبق، من الجولة الأولى للاقتراع الرئاسي، بعدما حصل على أكثر من 58% من أصوات الناخبين. وقد أعلن رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، محمد شرفي، أمس الجمعة، فوز المرشح المستقل عبد المجيد تبون بالانتخابات الرئاسية التي جرت أول أمس الخميس، من الدور الأول بحصوله على 58.15% من الأصوات، ليخلف الرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة. وتقدم تبون الذي حصل على مجموع 4 ملايين و945 ألفا و116 صوتًا، على كل من عبد القادر بن قرينة رئيس حركة البناء الوطني الذي حصل على 17.38%، وعلي بن فليس رئيس حزب طلائع الحريات (10.55%)، وعز الدين ميهوبي الأمين العام بالنيابة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي ( 7.26%) وعبد العزيز بلعيد رئيس حزب جبهة المستقبل ( 6.66%). وسيعلن المجلس الدستوري عن النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية في الفترة ما بين 16 و25 ديسمبر الجاري. وتبون البالغ من العمر 74 عامًا سادس رئيس للجمهورية في الجزائر منذ استقلال البلاد عن فرنسا عام 1962، بعد كل من أحمد بن بلة (1965-1963)، وهواري بومدين ( 1978-1965)، والشاذلي بن جديد – 1992-1979)، والأمين زروال ( 1999-1994)، وعبد العزيز بوتفليقة ( 2019-1999). وأكد شرفي أن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية بلغت 39.83%، متوجها في الوقت نفسه بالتهنئة للجيش الجزائري وقوات الأمن المختلفة وكل من ساهم في تحقيق هذا الانجاز “التاريخي الكبير”. واوضح أن نسبة المشاركة في الاقتراع الرئاسي داخل الجزائر بلغت 41.13%، بما يعني تصويت 9 ملايين و747 الفا و804 ناخبين من كتلة ناخبة تقدر ب23 مليونا و559 ألفا و853 شخصًا. وكان شرفي أفاد في وقت سابق، بأن نسبة المشاركة الخاصة بالجالية الجزائرية في الخارج وصلت إلى 8.69%بما يعادل أكثر من 78 ألف مصوت من مجموع أكثر من 914 ألف ناخب مسجل. ورغم إعلان النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية الجزائرية، تواصلت الدعوات لتنظيم احتجاجات، مساء أمس الجمعة والأيام التالية في العاصمة الجزائرية، للتنديد بالانتخابات الرئاسية التي يصفونها بأنها تمثيلية لإبقاء النخبة الحاكمة في السلطة. يذكر أن الحراك ضد الانتخابات والدعوة لمقاطعتها ساهم بشكل كبير في تراجع نسبة المشاركة إلى أدنى مستوى في تاريخ الرئاسيات في الجزائر.