تصوير – خالد بن مرضاح في الوقت الذي تتجمّد فيه بعض المناطق هذه الأيام من حّدة البرد، فإن شتاء جدة “الناعم” يستنفر الباحثين عن الرحلات البرية على أطراف عروس البحر الأحمر شمالا وجنوبا وحتى بقرب المناطق الساحلية البعيدة عن ضجيج المدن وأصوات الباعة، غير أن هذه الأجواء الباردة “مربعانية” جدة رفعت أسعار إيجار المخيمات الشتوية بصورة كبيرة وأصبحت أسعار استئجار الخيمة في اليوم الواحد يتراوح ما بين ألف ريال إلى ألفي ريال في عطلة نهاية الإسبوع وبين 500 إلى 900 في الأيام العادية، ورغم ارتفاع أسعار المخيمات فإن الأجواء الشتوية، جعلت محبي الرحلات البرية يسرعون في الخروج إلى البر واستئجار تلك المخيمات، ما يجعل المستثمرين يتفننون في تزيين أقمشة المخيمات بصورة جاذبة لاستقطاب المستأجرين، فضلا عن وضع مصابيح للزينة، إلى جانب توفير “وجار” النار وكل مستلزمات التخييم، فضلا عن تأمين الدبابات والمركبات ذات الدفع الرباعي المخصصة للسير في التلال والهضاب الوعرة، وليس هذا فحسب بل تأمين الأحصنة الصغيرة والصقور خلال هذا الموسم إمعانا في جذب المتنزهين. وفي جولة ل(البلاد) على هذه المخيمات في منطقة ذهبان شمالي جدة، اكتشفت عالما آخر للترفيه في البر ووجدت مئات من الأسر في المخيمات المضيئة مثل ألوان قوس قزح. وقال محمد الشهري إن الأجواء الباردة تحفز الأسر على قضاء أوقات ممتعة خارج ضجيج المدينة، مشيرا إلى أن وجود مثل هذه المخيمات يعد متنفسا مميزا خاصة في المواسم الباردة. وأضاف إن توفير المخيمات لوسائل الترفيه يعد عنصر جذب، كون العوائل التي لديها أولاد تبحث عن مثل هذه الوسائل للترفيه عن أبنائها في أماكن مناسبة، مطالبا بمزيد من الاهتمام بهذه المخيمات نظرا للإقبال الكبير عليها في هذه الأيام. واتفق عبدالله السعيد مع ما ذهب إليه الشهري موضحا أن مناطق المملكة تنشط فيها هذه المخيمات خاصة في الأجواء الباردة، كونها تمثل سياحة شتوية جاذبة للأسر والشباب على حد سواء. وأشار إلى أن المخيمات تتيح لمرتاديها معايشة أجواء تراثية كون هذه المخيمات تعد من تراث أهل الجزيرة الذين كانوا يقطنون في هذه المخيمات كمنازل قبل النهضة العمرانية والعصر الحديث. كسر الرتابة وفي هذا السياق أوضح بندر الفارسي مالك مخيم أن الإقبال على المخيمات يشتد في موسم الشتاء من كل عام حيث يسعى محبو البراري والمخيمات “الكشتات” لقضاء أوقات جميلة ترفيهية يكسرون فيها رتابة الوقت بعيدا عن اساليب الترفية المعتادة، وينطلقون لممارسة الرياضات المتنوعة مثل أمتطاء السيارات الصحرواية ولعب كرة القدم والطائرة وغيرها ويقضون ليالي السمر حول نيران الحطب وتذوق الشواء الطارج. وأضاف أنها فرصة جميلة للعائلات والشباب للخروج عن دائرة المدينة والاستمتاع بأجواء البراري المنعشة والنقية. وأضاف ان أسعار استئجار المخيمات في متناول الجميع حيث أن الخيمة حسب مقدرة أي مواطن ويتراوح استئجار المخيم من 500 ريال إلى 700 ريال وربما يصل إلى ألف ريال وأكثر، وذلك وفقا للخدمات المتوفرة في المخيم. وتابع خلال الإجازة الاسبوعية تزداد الأسعار قليلا نظرا للإقبال الكبير من قبل المتنزهين وفي مثل هذه الحالات نضطر إلى توفير عدد اكبر من العمال لكي تكون الخدمة ممتازة. أسعار فلكية من جهته قال محمد المالكي إن الشتاء والأجواء الرائعة ترفع وتيرة استئجار المخيمات على الطرق السريعه خارج المدن وهذا شي جميل، ولكن ليس من المعقول أن تستأجر خيمة بمبلغ يتراوح من ألف إلى الفي ريال وأتمنى أن تكون هناك جهة مسؤولة لتوحيد الاسعار وتقسيم المخيمات الى فئات حتى يتسنى للمستاجر الاختيار ولا يكون السعر عشوائيا حسب ما يطلبه صاحب المخيم. ترفيه بري وقال عماد الصالحي ان انتشار المخيمات بشكل كبير شمال مدينة جدة، ترجمة لدخول الشتاء والمربعانية وفي هذا الموسم فإنه تنشط عملية استئجار المخيمات والتي يتففن اصحابها في دعمها بالخدمات ولكن الشيء الغريب ان الأسعار فلكية وهي لا تناسب الجميع. وأضاف انه رغم وجود الواجهة البحرية كمتنفس للأسر والشباب الا أن المخيمات التي تمتد لمسافة أربعة كيلومترات تستقطب الباحثين عن الترفيه في المساحات البرية بعيدا عن ضجيج المدن، حيث تجد اصحاب المخيمات يضعون عليها الزينات ويوفرون الخدمات واماكن الشواء واعداد الشاي والقهوة فضلا عن توفير الدبابات للاطفال والسيارت ذات الدفع الرباعي والخيول الصغير وكل هذه ” اكسسوارات لجذب المتنزهين إلى هذه المواقع. وأضاف الصالحي أن أجواء جدة مختلفة عن جميع اجواء المملكة حيث البحر والمناطق البرية التي تستقطب الباحثين عن الفضاء العريض بين الاودية والشعاب، لذا فإن المخيمات تعتبر بمثابة سوق موسمي لأصحابها ولكن ينبغي ان يتم وضع سقف محدد للأسعار حتى لا يستغل اصحابها حاجة المستأجرين ويرفعون الأسعار إلى الحد الاعلى كما انه يجب ان تخضع المخيمات إلى شروط السلامة من قبل الدفاع المدني. متنفس للأسر واوضح بسام عبدالله أن هذه المخيمات بكل صراحة كفكرة هي مميزة وجميلة، وانا من عشاق هذه المخيمات خاصة في فصل الشتاء وفي مدينة جدة، لأن الأجواء تكون فيها مميزة، وهي تعتبر متنفسا رائعا للأسرة، بعيدا عن صخب المدينة، ولكن هناك بعض الأمور التي تعاب على هذه المخيمات، المشكلة الاولى تتمثل في عدم وجود طريق واضح لها، فأغلب هذه المخيمات عشوائية ويصعب العثور عليها، وهذا يسبب مشكلة كبيرة، وخاصة وان الطريق المؤدي إليها تكتنفه التضاريس الوعرة، وربما تعلق السيارة في الرمال ولا يستطيع سائقها الخروج من مصيدة الرمال، ولكن على أية حال فإن هذه المخيمات توفر حياة عفوية بعيدا عن صخب المدن والاسواق. وأضاف أن الأسعار مرتفعة خصوصا وأن معظم المخيمات تفتقر إلى وسائل الترفيه، وهنا تكمن المشكلة، ولكن على كل حال فإن المخيمات أفضل من الاستراحات، واتمنى أن تكون هناك جهة معينة مسؤولة عن هذه المخيمات حتى تتوحد الأسعار وتكون بها مقومات السلامة. ويرى بدر عبد المحسن ان اجواء الشتاء هذه الايام مغرية من اجل التخييم في المساحات حول مدينة جدة خصوصا في شمال المدينة، ولا شك ان الباحثين عن الحياة البرية يرون أنها تبعدهم عن أجواء المدن والأسواق ولكن ارتفاع اسعار تأجير هذه المخيمات يجعل الكثيرين يحجمون عن الخروج للبر.كما ارى أن هذه المخيمات فرصة لتعريف السياح بحياة الأجداد والتراث في المملكة. وأضاف أن المخيمات تتوفر بها الدبات من اجل الصغار فضلا عن سيارات الدفع الرباعي والتي يمكن بواسطتها اكتشاف الأودية والشعاب، فضلا عن سيارات التطعيس في الكثبان الرملية والخيول الصغيرة التي يمتطيها الصغار. المخيمات وسيلة للجذب السياحي يعتبر نشاط المخيمات أحد أهم وسائل الجذب السياحي، وقد تطورت المخيمات بشكل سريع وانتشرت في السنوات الأخيرة في مناطق المملكة الصحراوية والجبلية والساحلية، من خلال استثمارات فردية غير منظمة، ومن أجل دفع عجلة تنمية قطاع السياحة رأت الهيئة العامة للسياحة والآثار تطوير اشتراطات وإجراءات الترخيص للمستثمرين في هذا النشاط، ووضع معايير شاملة لنشاط المخيمات البيئية السياحية. وقد تم وضع دليل يتضمن كافة اشتراطات وإجراءات الترخيص لهذا النشاط، ليكون قناة التواصل الأولى فيما بين الجهات الحكومية المرخصة وبين المستثمر، بما يضمن وضوح الالتزامات وشفافية الإجراءات. والغرض من الدليل توثيق آلية موحدة تضمن سلامة مخرجات العمل السليم لجميع المعنيين بهذا النشاط، بما يسهم في تعريف المستثمر بالمتطلبات الضرورية التي يجب أن يلتزم بها قبل البدء في التنفيذ للمشروع، كما يعتبر الدليل أداة تواصل لتنمية الوعي بأهمية التعاون المشترك والتنسيق بين الجهات المعنية لتقديم المخيمات البيئية السياحية وفق معايير آمنة وسليمة.