على الضفة الشمالية لجدة، احتلت مئات المخيمات البرية جزءا كبيرا من الأراضي الشاغرة ما بين جسر مخطط الفيروز وجسر أبحر حيث يتوجه إلى هناك يوميا مئات العائلات السعودية بحثا عن الهواء النقي والأجواء البرية الصافية بعيدا عن ضجيج المدينة وهوائها الملوث. ومع دخول الإجازة الفصلية المتوافقة مع الأجواء الشتوية الباردة، تفنن عدد من المستثمرين في تجهيز تلك المخيمات بشكل لائق للعائلات وتوفير كافة الخدمات التي يمكن أن يحتاجها المستأجر إلا أن المشكلة تتمثل في أسعارها التي لا تقل عن 1800 ريال لليلة الواحدة وهو ما يعادل قيمة ليلتين في أحد فنادق ال5 نجوم في جدة. ويرى أحد المستثمرين في تلك المخيمات أن سعر الإيجار اليومي ليس مبالغا فيه مقارنة بالخدمات التي تقدمها تلك المواقع ولا يمكن أن تجدها في موقع آخر. ويوضح بقوله «في كل مخيم يوجد قسمان أحدهما للرجال والآخر للنساء ويحتوي على بيت شعر بمساحة مناسبة لا تقل عن 30م2 وأمامه جلسة أرضية مفروشة بالخرسانة وبأنواع السجاد الفاخر وشاشة بلازما في القسمين بالإضافة إلى مكان مخصص للشواء وآخر مخصص لطبخ الحنيذ والمندي بالإضافة إلى دورات المياه المؤقتة والمغاسل». ورغم التجهيزات الفاخرة لتلك المخيمات إلا أن الأسعار المرتفعة جعلتها حكرا على فئة معينة من رجال الأعمال التي تستطيع دفع تلك المبالغ الطائلة، في حين استغل عدد من الوافدين غياب الجهات التنظيمية وشرعوا في بيع الأغنام بأسعار غالية وتأجير الدبابات الصحراوية بمبالغ كبيرة وسط غياب الرقابة التجارية. يقول خالد الحربي: حضرت برفقة عائلتي إلى موقع المخيمات بعد أن لاحظت انتشارها بشكل كبير ولكن فوجئت بالأسعار المرتفعة والتي لا يمكن لصاحب الدخل المتوسط أن يستأجر فيها ولو لليلة واحدة. ويواصل: حتى الدبابات ذات الأربع عجلات والتي كانت لا تزيد أسعارها على ال20 ريالا للنصف ساعة وجدت أسعارها مرتفعة بمعدل يزيد على ال100% حيث يستغل بعض الأجانب غياب الرقابة التجارية ويضع سعرا غير معقول لعدم وجود المنافس ولغياب الفرق الميدانية التي كان من المفترض أن تغطي مختلف أرجاء جدة مع التدفق الكبير للسياح عليها خلال هذا الأسبوع. وتختلف نوعيات المخيمات وأشكالها وفقا لرغبة المستثمرين في جذب فئات معينة من المستأجرين، حيث فضل البعض إنشاء ملاعب رياضية لجذب الشباب، في حيث وضع البعض شعارات الأندية لجذب عشاقها ليستأجروا تلك المواقع، في حين تراكمت النفايات في بعض المواقع في انتظار تحرك سريع لشركات النظافة لرفع تلك النفايات في أقرب فرصة.