كتبت في عام 2000 بعد خسارة منتخبنا نهائي كاس اسيا امام اليابان مقالا بعنوان ( لم نعد ابطالا)، وقتها رفض رئيس القسم تمرير مقالي بحجة قسوتي كما كان يعتقد. حاولت أن اقنعه بأن وضعنا الرياضي يمر بأزمة حقيقية وأن المقال ليس نتاج انفعال وقتي. واصر سعادته ووضعت الحقيقة «كامل الحقيقة» في سلة المهملات، ومنذ ذلك الحين وأنا اتحسس واتوجس في الكتابة عن الأخضر برغم أن جميع المسؤولين الرياضيين يطالبون دوما بالنقد الهادف. كما تلحظون مشكلتنا الأساسية في قول الحقيقة، وإذا اردنا حل إشكالية الكرة لدينا فيجب علينا أن نستبدل خطابنا الإعلامي، وأن نهبط من القصور العاجية التي نسكنها ونسكنها كرتنا.لاحظوا تصريحات المسؤولين، وكتابات الكتاب، واللاعبين، وحتى الجماهير. لا حظوا كل هؤلاء الجميع عندما يتحدث عن لاعبنيا يصفهم بالصقور حتى في زمن انفلوز الطيور ويجب أن يؤكد على اننا ابطال القارة ومتسيدوها في البر والبحر، والحقيقة غير ذلك فآخر لقب قارئ كان في العام 1996، أي بمعنى أننا كنا على العرش قبل عقد من الزمان. حتى تأهلنا لكأس العالم دوما ترافقه الدعوات وفزعات الأشقاء كما حدث في العام 2002 عندما ارتدى الجيران في الجزيرة البحرين شعار الجزيرة الأم وقادوا منتخبنا للمونديال. وبالقاء نظرة عن قطاعتنا السنية نكتشف انها تعاني ولازالت بسبب غيابها عن المناسبات الكبيرة لعدم قدرتها على تجاوز الاختبارات الأولية. إلى جماهيرنا الأعزاء، وإلى قادتنا الرياضيين، الحل الأساسي لأي مشكلة يجب أن ينطلق بالاعتراف بها، وذلك يعني أن نهبط من برجنا العاجي ونعترف بأن قطار الشرق السريع تجاوزنا بمراحل فبعد كوريا الجنوبيةواليابان جاء الدور على كوريا الشمالية، وبعد ان كنا نلعب بالرديف أمام فرق جنوب اسيا اصبحنا بالكاد ننتصر على منتخب سنغافورة بهدف يتيم وبالطقم كله، والله يرحم ايام طقم الصين الذي كسره لاعب واحد يدعى ماجد عبدالله. وبعد انشودة بيت العز يا بيتنا قمنا باستاجر الملحق ياخلف الحربي، ولمن لا يعرف خلف الحربي نقول أفضل من يكتب عن الرياضة برغم أنه كاتب اجتماعي، وهذه احدى مشاكلنا فالتحليل الرياضي في الفضائيات بات حكرا على فئة معينة، والكتابة الرياضية تدار بطريقة عقارية تباع فيها الزوايا على الورق، ولاعزاء للحقيقة. ...مخرج لو نجح القحطاني أو هزازي في استثمار فرصة من الفرص المهدرة لتحول بوسيرو لأعظم مدرب مر من هنا، والقضية كما اسلفت اكبر من قبعة تدريبة.