تشهد مناطق شمال شرق سوريا نزوحا جماعيا للمدنيين تحت وطأة القصف التركي ، وقالت الإدارة الكردية إن نحو 200 ألف شخص نزحوا بسبب العدوان والغزو التركي. وذكر بيان أن الاستهداف العشوائي والاستهتار بحياة المدنيين حدثت موجات نزوح كبيرة تسببت في إفراغ مدن بكاملها من سكانها. ورغم التحذيرات الأممية والدولية من خطورة العدوان التركي على حياة المدنيين، تواصل القوات التركية القصف المستمر على مدن وقرى الشمال السوري، ما دفع آلاف الأسر إلى الفرار نحو الداخل السوري بعيدا عن الحدود التركية. وتشهد المناطق الواقعة شمال شرقي سوريا عدوانا تركيا، منذ الأربعاء الماضي، قوبل بتنديد عربي ودولي واسع، فيما لوحت الولاياتالمتحدة بفرض عقوبات على نظام رجب طيب أردوغان. وفيما تدور معارك عنيفة نفت قوات سوريا الديمقراطية ما أعلنته تركيا عن استيلاء قواتها الغازية على منطقة رأس العين ، وقال مسؤول كردي ل"فرانس برس": "رأس العين لا تزال تقاوم، والاشتباكات مستمرة". وتشن تركيا وفصائل سورية موالية لها عدوانا عسكريا ضد مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية، التي أبدت خشيتها من أن يؤدي ذلك في عودة داعش، الذي تحتجز قوات سوريا الديمقراطية الآلاف من مقاتليه وأفراد عائلاتهم في سجون ومخيمات مكتظة. وأحبطت قوات الأمن المكلفة بتأمين سجن مركزي قرب مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، محاولة لتهريب الآلاف من سجناء داعش الارهابيين ، بحسب ما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية. وأوضح مصدر مطلع أن 3 عناصر من داعش فجروا سيارة مفخخة قرب السجن المركزي بحي جويران في مدينة الحسكة، الذي يقبع فيه آلاف العناصر من التنظيم الإرهابي. وأضاف المصدر أن الانفجار، الذي وقع صباح السبت، أعقبه إطلاق نار كثيف بمحيط السجن، وأنه تم اعتقال شخص مشتبه به بتدبير هذا الهجوم. وأشار إلى أن المهاجمين الثلاثة اشتبكوا مع حراس السجن في محاولة منهم لاقتحامه قبل أن يلوذوا بالفرار بعد فشلهم. ويعد هذا الهجوم الأحدث الذي تشهده منطقة شمال شرقي سوريا بعد أقل من يوم على تفجير سيارة مفخخة في مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية، تسبب في مقتل ستة أشخاص بينهم مدنيون، وتبناه تنظيم داعش الإرهابي. كما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية مقتل 262 من عناصر الجيش التركي، و22 من مقاتليها منذ بداية العدوان. وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس أن جميع القوات الأجنبية غير الشرعية في سوريا يجب أن تغادر. وكشف أن روسيا ستغادر إذا قررت القيادة السورية الجديدة أنها لا تحتاج إلى وجود روسي على أراضيها. وقال بوتين في مقابلة إعلامية: "كل من يوجد على أراضي دولة أخرى بشكل غير شرعي، وفي هذه الحالة سوريا، عليه مغادرة المنطقة، وهذا ينطبق على جميع الدول وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت العام الماضي عدد الجنود الذين تم إرسالهم إلى سوريا، خلال مشاركتها في النزاع هناك، لافتة إلى أن العدد تجاوز 63 ألف جندي.