“ما أشبه الليلة بالبارحة” مقولة تكاد تنطبق تماما على حال فريق الاتحاد هذا الموسم، فبعد فوز غير مقنع على الرائد في افتتاح دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين هذا الموسم. ثم الهزيمة أمام ضمك، فالخروج أمام الغريم الهلال من دوري الأبطال الآسيوي، وبعدها بأيام يتجرع مرارة الهزيمة مرة أخرى ” بالتخصص” على ملعبه ووسط جماهيره، أمام الهلال في دوري المحترفين. كل هذه العوامل والمستجدات ألقت بظلالها على إدارة النادي برئاسة أنمار الحائلي، فأصبحت عرضة للهجوم الحاد من الجماهير، وكذلك الحال بالنسبة للمدير الفني سييرا، الذي وصل الحال به لحد المطالبة بإقالته. بين هذا وذاك، نحاول فيما يلي وعبر عدد من المتخصصين الوصول لعلة الاتحاد، ومن يتحملها ، وكيفية الخروج منها. مسئولية أنمار في البداية، قال لاعب نادي الاتحاد السابق سامي شاس: إن مشكلة نادي الاتحاد واضحة جدا للعيان، وأن الاخفاق الحالي يتحمله رئيس النادي أنمار الحائلي ونائبه أحمد كعكي، ولو نظرنا للسبب الحقيقي حول ذلك لوجدناه يعود إلى ضعف الأدوات الفنية في الفريق والضعف الإداري في قيادة الفريق، فالمدرب سييرا لا يتحمل كل ذلك الإخفاق والهجوم عليه من قبل جماهير مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض الإعلاميين الذي يخدمون جهات معينة، ولا تهمهم مصلحة الكيان، وأضاف: إن سوء اختيارات اللاعبين الأجانب والمحليين جاءت في الأساس من الرئيس أنمار الحائلي، الذي لم يقدم ميزانية كبيرة ووضع مبالغ معينة ومحدودة أمام المدرب لجلب لاعبين أقل من عاديين؛ لذا فمن مصلحة الاتحاد استقالة أنمار الحائلي، وترك المجال لغيره من الرؤساء الذين يستطيعون انتشال الفريق. أي نعم لم يتقدم أحد في فترة الانتخابات ولكن النادي يستطيع السير من دون الحائلي، الذي لم يقدم أي جديد للنادي فهو يسير وفق أهواء الجماهير وبعض الاعلاميين ويخاف منهم. فعبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبعد الخروج الآسيوي وضع إبرة مخدر لتهدئة الوضع داخل النادي برحيل اللاعب خمينيز، وإن كان القرار صحيحاً، ولكن كان من الأجدر عدم التعاقد معه من الأساس، ودفع ميزانية كبرى لمقارعة الأندية الكبار في اختيارات الأجانب، وذكر شاس بأنه سبق أن تحدث عقب فوز الاتحاد على ذوب هان الإيراني والعهد اللبناني والرائد في بداية المشوار، بأن الفريق سيئ جدا، ولم يختبر ولم يبحر بعيداً في منافسات الدوري؛ لأنه فريق غير مؤهل، وكان لقاء الهلال هو المحك الحقيقي، الذي كشف عمل إدارة الحائلي الذي لن يسير بالفريق بعيداً. وفي الوقت الحالي، من الصعب ان تقيل المدرب سييرا من قيادة الفريق وفي بداية موسم، والإخفاق الحاصل هذا أمر طبيعي في أي فريق، لم يستعد جيداً منذ بداية الموسم. وتغيير سييرا في هذا الوقت ليس في صالح الفريق، وقد يكلف النادي مبالغ طائلة لدفع الشرط الجزائي ودفع مقدم عقد مدرب آخر، لا نعلم هل سيقود الفريق لحلم كل اتحادي، أو لم ينجح معنا. وهل سينسجم اللاعبون مع المدرب ويفهمون طريقته بسرعة أم لا. لذلك يجب التريث في هذا الأمر كثيراً؛ لأنه سيرهق ميزانية النادي ويحتاج النادي لفترة طويلة حتى تستقر أوضاعه. معضلة ضعف الأجانب أكد رئيس نادي الاتحاد السابق اللواء محمد بن داخل، أن خسارة الاتحاد في ثلاث مواجهات سابقة أمام ضمك، والهلال تعود لضعف العنصر الأجنبي في الفريق، مبينا أن المستوى الفني للفريق لا يرضي الاتحاديين، وأن من اختار اللاعبين الأجانب هو من يتحمل ذلك الإخفاق الواضح والخروج الآسيوي، إضافة لنقاط ضمك والهلال في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، ورفض بن داخل التعليق وإبداء رأيه حول إقالة المدرب لويس سييرا في الفترة الحالية، وأعاد الأمر لإدارة النادي بقيادة أنمار الحائلي؛ كونها الأقرب للنادي في الفترة الحالية، ولديها إلمام كبير في تحمل تبعات القرار ماديا وفنيا في حال قدرتها على دفع الشرط الجزائي، وأيضا إيجاد البديل الجاهز الذي يستطيع إعادة ترتيب أوراق الفريق. وأضاف: إن جميع أندية دوري المحترفين أصبحت قوية، لا سيما في ظل وجود 7 أجانب، وشاهدنا فرقا صغيرة في الماضي، أصبحت تقارع الأندية الكبيرة وتنافسها حول النقاط الثلاث، فالوضع اختلف تماما فمن يرد المنافسة عليه التركيز في جلب لاعبين أجانب، لديهم القدرة على صناعة الفارق واللعب بشكل فني ولياقي عال، على مدار 90 دقيقة. عشوائي وبلا تكتيك من جانبه، أشار المدرب الوطني مروان بصاص إلى أن الوضع الفني في نادي الاتحاد لا يسر، من خلال الظهور الباهت للفريق في جميع المباريات التي شارك بها بمختلف المسابقات المحلية والآسيوية والعربية؛ حتى التي انتصر بها الفريق، لم يكن هناك أي شكل واضح أو تكتيك اعتمد عليه مدرب الفريق لويس سييرا، واستثنى من ذلك التنظيم الدفاعي الذي ظهر به في ذهاب ربع النهائي لدوري أبطال آسيا أمام الهلال في جدة، والذي انتهى بالتعادل السلبي، وذكربصاص أن هناك أخطاء كبيرة في الفريق يجب على الإدارة التدخل الفوري لمناقشة المدرب فيها وإجباره على تصحيح الأخطاء والاستعانة بفنيين مواطنين للاجتماع بالمدرب لتغيير طريقة لعبه، وكذلك تغيير قناعاته في بعض اللاعبين الذين لم يخدموا الفريق أمثال الأجانب كريم الأحمدي وبريجوفيتش حاليا، وخمينيز سابقا ومعرفة الأسباب وراء عدم منح الفرصة الكاملة لعبدالعزيز البيشي وعبدالرحمن العبود وعبدالعزيز العرياني وهارون كمارا، وكذلك سبب استبعاده الغامض للمهاجم عبدالرحمن الغامدي، فالجميع يريد معرفة ذلك حتى لا يتعرض المدرب للانتقاد وسط الضبابية الكاملة وراء ذلك. واختتم بصاص حديثه بأنه ضد إقالة المدرب سييرا في الفترة الحالية، ولكنه يطالب بمناقشة المدرب؛ لتفادي الأخطاء وتهدئة الوضع داخل النادي. أرفض الإقالة المدرب الوطني عبدالله غراب، أكد أنه ضد فكرة إقالة مدرب الاتحاد لويس سييرا في الفترة الحالية، عقب الثلاث خسائر الماضية، أمام ضمك، والهلال مرتين آسيويا ومحليا، وأضاف: إن سييرا يعرف إمكانات فريقه وحجم جماهيره وسيعمل على التصحيح في الجولات القادمة، وأن جلب مدرب جديد سيكلف النادي الكثير على الصعيد الفني، وسيفقده الاستقرار؛ طالما أن الإدارة منحته فرصة اختيار اللاعبين، وذكر غراب أن الهلال فريق قوي ومميز جدا، ويمتلك عناصر تستطيع صناعة الفارق والفوز بسهولة، وفيما يتعلق بخسارة ضمك، فكان هناك إرهاق للاعبينا الدوليين الذين كان يمثلون المنتخب إضافة لإراحة البعض لمواجهة الهلال آسيويا، فيجب عدم اتخاذ القرارات المصيرية في مثل هذي الأوقات والتريث للجولتين القادمتين أمام الشباب والتعاون، \والاجتماع مع المدرب لتغيير قناعاته ومنحه الفرصة للاعبين المحليين أمثال هارون كمارا وعبدالعزيز البيشي وعبدالرحمن العبود وعبدالعزيز العرياني وعبدالرحمن الغامدي. وقال : إن هناك فعلا أخطاء في التعاقدات مع بعض اللاعبين الأجانب، والوقت لا يسمح بالتغيير عقب انتهاء فترة الانتقالات الصيفية؛ لذا يجب أن يتم تفعيل الدور الإداري بشكل كبير؛ من أجل تهدئة الوضع داخل النادي وتقريب وجهات النظر بين اللاعبين والجهاز الفني.