مدخل هو ألم الفراق الذي يحيل الحزن إلى قصيدة الصمت إلى كلام الدمعة إلى صرخة محاولة استنكار البحث عن أعذار الهروب من عذاب الذات إلى جلد الذات من خلال تصوير خطأ الاختيار انها المعاناة مع الفراق وإحساس ما بعد الفراق تلك الصورة التي يصورها طاغور بقولة " إيه أيتها الدنيا لقد قطفت وردتك . وضممتها إلى قلبي فوخزتني شوكتها . ولما جنح النهار إلى الزوال وامتدت العتمة ألفيت الوردة ذاوية بيد أن ألم وخزتها ظل باقياً . إيه أيتها الدنيا سوف يوافيك الورد بشذاه وعنفوانه . ولكن أوان قطف الورد الذي كنت أتحينه قد فأتني وفي الليل الحالك لم أعد أظفر بوردة فيما عدا ألم وخزتها الباقي " لكن ما هي تلك الوخزة وهل تكون دائماً وخزة الفراق أم أن لها أسباب أخرى؟؟ القراءة رحل .. كلمة رحل كبداية كلمة تقطر بالحزن توحي بالألم تحيل المستمع إلى مشارك هكذا هو الحزن يأخذنا إلى عالمه نحزن لسماع ما يشير إليه ولو كنا لم نذق طعم ذلك الإحساس . رحل ..أشتاقلجراحه ..رحل..أشتاقلجراحي ..رحل الرحيل دائما ما يكون هروب أو اشتياق لكنه هنا هروب واشتياق هروب من السعادة واشتياق إلى الجراح والغريب أن يكون هروب نحو جراحه هو ولتأكيد أن هذا الرحيل مؤثر بالمتحدث الحق تعبير " اشتاق لجراحي ورحل " أي أنه لم يكن الخاسر بالرحيل إلى جراحه بل أن المتحدث شريك في ذلك الخسران من خلال ما يحس به من جراح وفي هذا مقياس لمقدار ما يحتله ذلك الراحل في قلب المتحدث . يحق له طيبتي ما تحتمل ..قليلهفي وقتي الهموم .ماكنت أعاتب أو ألوم ..يحقله ما يحتمل هذا الملل ... " يحق له " تأييد ساخر مضحك مبكي عذر لا يشابه الذنب .هل يعقل أن لا يحتمل إنسان طيبة إنسان؟ هل يمل الإنسان من قلة الهموم وعدم وجود العتب؟ نعم الإنسان كائن متغير يكره كل شيء ثابت لا يستطيع أن يعيش بلا منغصات يعشق الأحداث المتغيرة لكنه الباحث الأكبر عن السعادة والساعي وراء الملذات والشهوات لتحقيق سعادته فلماذا يرفضها حين تكون بين يديه؟ هل المتحدث يتوهم تحقيقها؟ أم أن الخلل يكمن في أن ذلك الراحل إنسان؟ أسدلت أيامي لعناده ..حبيتهفي قربه وبعاده .. متعبه هذي السعادة ..رحل! .. " عناده بعاده رحل " يقابلها " أسدلت أيامي حبيته هذي السعادة " المسألة تبدو وكأنها سرد عيوب وتراكمات سابقة أن رحيل ساقته تراكمات إذا لم يكن ذلك الرحيل بشكل مفاجئ لقد كان هناك بعد وعناد وأخيراً رحل فلماذا الحزن؟؟ لمجرد الرحيل؟ أم لفراق الراحل؟ أم لأسباب أخرى؟ الي حصل كيف أفهمه؟ ! ..واليرحل مين علمه؟ ! .. مين علمه يهجراذا غطا الفرح كل الزوايا؟ ! .. مين علمه يغدراذا صار الوفا نبض وحنايا؟ ! .. مين علمه يتلاعب بروحي؟ ! .. مين علمه يمشي على جروحي؟ ! .. مين علمه يقتل من أيامي الأمل؟ ! .. مين علم الي أشتاق لجراحه ورحل؟ ! .. هنا تبدأ التساؤلات أو محاولة فك رموز ذلك الرحيل عبر تصوير المتناقضات " يهجر اذا غطا الفرح كل الزوايا " " يغدر اذا صار الوفا نبض وحنايا " ويتمر سرد الوقائع المؤلمة " يتلاعب بروحي يمشي على جروحي يقتل من ايامي الأمل " وأخيراً " يشتاق لجراحه ورحل " ولكن ما هي حكاية " من علمه؟؟ " أنه رفض لواقع أن يكون هو من رفض كل ما قدمه له المتحدث محاولة إدخال العاذل الخفي إلى داخل لنص لأن ذلك العاذل سيكون له شأن كبير في تلك المعاناة فيجب أ يحضر بصورة سيئة تشابه الخوف منه . يا سيدي ..أقسىما في اللي بيجي .. وهنا نصل إلى نقطة التحول في النص بين شرح المعاناة وإقحام العاذل وتبيان مقدار العطاء إلى الصورة الحقيقية للإحساس والتي يقودنا المتحدث إليها أنا الكلمة التي يريد النص أن يقولها لنا أقسى مافالي بيجي ...كلالحكي والأسئله .. متى رحل؟؟ ! ..ليهرحل؟؟ ! .. والا تعابير الأسى ..علىالوجوه الصامته .. والا العيون الشامته ..والاالعذول الي يقول : الي حصل ماهو غريب !!.. والي يقول : ماكان يستاهل يكون ..! أغلى حبيب ..يا سيدي .. أقسى مافي اللي بيجي ..أنيأقول .. هذا كل الي حصل ..رحل؟!!... لم يكن الفراق هو المشكلة لدى المتحدث ولا مكانة الراحل كل هذا عبارة عن خسارة قاسية لكنا ليست أقسى ما في الخسارة إذا هل نعود إلى أسئلتنا التي قادنا النص إليها عن حقيقة هذه السعادة هل يعقل أن تكون سعادة وهمية لم يشعر بها الراحل لأنه وجد أن المتحدث يبحث عنها في عيون الناس يقدمها للآخرين من خلال الراحل ولذلك أتعبه هذا الأحساس ورحل أختار الرحيل لأنه وجد أنه حب يراد به ما ذا سيقول الناس عنه ولذا كانت ردة فعل الآخرين من خلال ( تعابير الأسى ..علىالوجوه الصامته العيون الشامته العذول الي يقول : الي حصل ماهو غريب والي يقول : ماكان يستاهل يكون ..! أغلى حبيب " هو أقسى ما سببه ذلك الرحيل لم يكن ذلك الحب حقيقياً ولم تكن السعادة حقيقية ولذا أختار الراحل الخيار الصحيح و ....رحل . mylovf@hotmail .com