كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن تعزيزات عسكرية دفع بها النظام السوري الى شمال مدينة خان شيخون الاستراتيجية في جنوب إدلب، في محاولة لمواصلة تقدمه في المنطقة، غداة تمكنها من تطويق نقطة مراقبة تركية. وسيطرت قوات النظام على كافة البلدات والقرى التي كانت تحت سيطرة الفصائل المعارضة في ريف حماة الشمالي، بعد تقدمها جنوب خان شيخون التي سيطرت عليها بالكامل. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “يحشد النظام قواته شمال خان شيخون، تمهيداً لمواصلة تقدّمها باتجاه منطقة معرة النعمان”. وتتعرض هذه المنطقة مؤخراً لقصف سوري وروسي كثيف، تسبب بنزوح غالبية سكانها من أبنائها والنازحين إليها، وفق المرصد. وتقع مدينة معرة النعمان على بعد نحو 25 كيلومتراً شمال خان شيخون، ويمرّ فيها طريق حلب دمشق الدولي الذي استعادت قوات النظام جزءاً منه في الأيام الأخيرة. وتسعى قوات النظام بدعم روسي، وفق محللين، إلى استعادة الجزء الخارج عن سيطرتها من هذا الطريق بوصفه شرياناً حيوياً يربط بين أبرز المدن من حلب شمالاً مروراً بحماة وحمص وسطاً ثم دمشق وصولاً إلى الحدود الأردنية جنوباً. وتنشر تركيا الداعمة لفصائل معارضة 12 نقطة مراقبة في إدلب ومحيطها، بموجب اتفاقات مع روسيا الداعمة للنظام السوري، جنّبت إدلب هجوماً لطالما لوحت دمشق بشنه. وتتهم الأخيرة أنقرة بالتلكؤ في تنفيذ اتفاق نصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب ومحيطها. ويجد النظام التركي نفسه في موقف صعب على وقع توالي إنجازات جيش النظام السوري في ريف حماة الشمالي، حتى أن الأخير فرض طوقا من مختلف الجهات على القوات التركية في مورك، التي لم يعد لها من خيار عملي سوى الانسحاب. وكانت الرئاسة التركية قد أعلنت أن أردوغان سيقوم بزيارة إلى موسكو في 27 أغسطس الجاري، فيما بدا أن الهدف هو تقديم عرض جديد، لتجنب المزيد من الخسائر والحصول على ضمانات بشأن نقاط المراقبة. وكانت تركيا تعتقد أن وجود نقاط مراقبة تابعة لها منتشرة في ريف حماة الشمالي ومحافظة إدلب من شأنه أن يحول دون أي اندفاعة عسكرية تستهدف المشهد القائم في المنطقة، بيد أن حسابات أنقرة أتت معاكسة لتوجهات موسكو التي حسمت أمرها باتجاه إنهاء ما تعتبره وضعا شاذا ببقاء الجماعات الجهادية. وتستشعر تركيا أن أهداف موسكوودمشق من العملية العسكرية التي انطلقت منذ أبريل الماضي وتشهدت في الأيام الأخيرة زخما كبيرا، تتجاوز مجرد رسم حدود المنطقة العازلة التي تم الاتفاق عليها سابقا بالقوة إلى نية النظام السوري استعادة السيطرة على كامل إدلب ومحيطها. وتعكس تصريحات الرئيس التركي لنظيره الروسي وجود هذه المخاوف، حيث قال أردوغان إن هجمات الجيش السوري شمال غربي البلاد تتسبب في أزمة إنسانية كبرى، وتشكل تهديدا للأمن القومي التركي.