تواصل قوات النظام السوري توسيع حدود سيطرتها في محافظة إدلب في شمال غرب البلاد باقتحامها عدة قرى وبلدات، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقتل الخميس سبعة مدنيين، بينهم طفلان، في قصف طال قريتين في ريف إدلب الجنوبي، بحسب المرصد، غداة مصرع 12 مدنياً في غارات طالت أحياء سكنية في مدينة معرة النعمان. وبعد أشهر من القصف الكثيف على مناطق عدة في إدلب ومحيطها، بدأت قوات النظام في الثامن من الشهر الحالي هجوماً في ريف إدلب الجنوبي حيث يمر الطريق الدولي الذي يربط مدينة حلب شمالاً بالعاصمة دمشق. وأفاد المرصد السوري أن «قوات النظام تمكنت منذ ليل الأربعاء الخميس من تحقيق المزيد من التقدم في ريف إدلب الجنوبي»، وسيطرت على بلدتي التمانعة والخوين فضلاً عن ثلاث قرى شرق خان شيخون. وأوضح المرصد أن «قوات النظام تسعى للتوسع أكثر في محيط خان شيخون والتقدم شمالاً باتجاه مدينة معرة النعمان»، التي تقع أيضاً على الطريق الدولي «هدف قوات النظام الرئيس حالياً». وتسيطر الفصائل المتطرفة والمعارضة على جزء من الطريق الدولي يمر في ريف إدلب الجنوبي، وهو يربط أبرز المدن السورية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، من حلب إلى حماة وحمص وصولاً إلى دمشق والحدود الأردنية جنوباً. وتقصف طائرات حربية سورية وروسية بشكل يومي مناطق عدة تمتد من ريف إدلب الجنوبي إلى بعض القرى في حماة الشمالي وصولاً إلى ريف اللاذقية الشمالي الشرقي. وسياسياً ذكر دبلوماسيون من الأممالمتحدة أن مناقشات بدأت خلال الأسبوع الجاري بين بعض أعضاء مجلس الأمن الدولي حول مشروع قرار يطالب بوقف لإطلاق النار في إدلب بسورية، بمبادرة من الكويت وألمانيا وبلجيكا، ويهدف مشروع القرار أيضا إلى وقف الهجمات على منشآت طبية في هذه المنطقة الواقعة في شمال غرب سورية، ومطالبة الأطراف المتحاربة بحماية المدنيين والطواقم الطبية، حسب المصادر نفسها. ومن جانب آخر فيما يخص «المنطقة الآمنة» تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريحات نشرت الخميس عدم السماح للولايات المتحدة بتأخير إقامة «منطقة آمنة» في شمال سورية. وكانت أنقرة وواشنطن اتفقتا في وقت سابق هذا الشهر بعد محادثات شاقة، على إقامة منطقة عازلة بين الحدود التركية والمناطق السورية التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية. وقال أردوغان «لن نسمح بتأخير على غرار ما حصل في منبج. يجب أن تتقدم العملية بسرعة». واتفقت تركياوالولاياتالمتحدة في مايو العام الماضي على خارطة طريق تتضمن انسحاب وحدات حماية الشعب من منبج في شمال سورية. وقال أردوغان «الاتفاق مع الولاياتالمتحدة نحو إزالة وحدات حماية الشعب من شرق الفرات وإقامة منطقة آمنة، هو الخطوة الصحيحة». وجاءت تصريحات أردوغان بعد عودته من محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.