أكد خبراء الاقتصاد أهمية التحذير الذي أطلقته وزارة المالية من زج اسم المملكة في التعامل أو الاستثمار في العملات الافتراضية ومنها العملات المشفرة، باعتبارها لا تُعدُّ عملات أو أصولاً معتمدة داخل المملكة، ولكونها خارج نطاق المظلة الرقابية ولا يتم تداولها من خلال أشخاص مرخص لهم في المملكة ، إضافة إلى ما تنطوي عليه كثير من تعاملاتها من احتيال وشبهة استخدامها في تعاملات مالية غير مشروعة ومحظورة نظاماً ، ولما لها من مخاطر استثمارية عالية مرتبطة بالتذبذب العالي في أسعارها. وقال الدكتور عبد الله بن احمد المغلوث عضو الجمعية السعودية للاقتصاد، أن هذا التحذير ياتي بعد أن أحدثت العملات المشفرة في السنوات الماضية ضجة هائلة حيث ارتفعت قيمة البيتكوين خلال أشهر قليلة ، وهذا الارتفاع المفاجئ أعقبه أيضاً نزول سريع هوت فيه الأسعار الى أقل من ربع قيمتها القصوى مكبدةً خسائر للمستثمرين الذين اعتقدوا استمرار مواصلة الأسعار الى اضعاف مضاعفة ن في نفس الوقت هناك حديث عن مخاطر تتعلق بالعملات الرقمية ، إلا أن بعض المسئولين في الولاياتالمتحدة تحدثوا عن تأخير هذه الخطوة ، بغرض الحد من آثارها السلبية المتعلقة باستخدامها في غسل الأموال ، وتسهيل العمليات غير المشروعة في العالم، إلا أن الأمر فيما يظهر أنه أعمق من هذا التهديد أو المخاطر. ولفت د. المغلوث إلى أن الحديث عن العملات الرقمية يكتسب مع الوقت أهمية أكبر ، كغيرها من التطورات مثل التوسع الحاصل حاليا في عمليات البيع والشراء إلكترونيا ، والحديث عن دور الروبوت أو الذكاء الاصطناعي في المستقبل ، وكيف أن شكل الحياة مستقبلا سيكون مختلفا ، ولعل أحد هذه التطورات ، يمكن أن يكون من خلال العملات الرقمية ، التي بدأت منذ فترة تأخذ زخما ، خصوصا بعد الانتشار الواسع لتداول عملة بيتكوين، مشيرا إلى أن القلق العالمي من الاعتماد على هذه العملات الرقمية لا يقتصر على جانب الاستخدام غير المشروع لتلك العملات ، بل الأمر أكبر من ذلك. ويجمع خبراء الاقتصاد على خطورة الانخداع بالعملات الافتراضية ، وحذروا من أن تزايد الاتجاه إليها قد يؤدي إلى تجاهل دور البنوك المركزية في مسألة إدارة السيولة ،وما يتعلق بإصدار العملات الحقيقية ، كما أن خطورة تلك العملات تأتي من أن التعامل بها قد لا يخضع إلى معايير مرتبطة بعوامل اقتصادية تختص بالبلد المصدر للعملة ، وإنما بحالة من العرض والطلب غير المنطقية ، التي يمكن أن تحدث مضاربات لا تعود إلى أساس منطقي، وهذا ما يحصل اليوم في عملة مثل "بيتكوين"، كما أنه لا يمكن النظر إليها مثل النظر إلى مجموعة من التحولات والثورة التقنية، التي يشهدها العالم اليوم. تحرك أوروبي أعلنت المفوضية الأوروبية إجراء تحقيق بشأن ملف مشروع شبكة التواصل الاجتماعي"فيسبوك" بشأن العملة الرقمية "ليبرا" والذي أطلقته منذ شهرين. ونقلت وكالة بلومبرج عن المفوضية قولها إنها تحقق حاليا في احتمال وجود سلوك مناهض للمنافسة" فيما يتعلق باتحاد العملة الرقمية الجديدة "ليبرا"، في ظل المخاوف من أن يؤدي نظام الدفع الرقمي الجديد القائم على هذه العملة إلى إقصاء المنافسين بطريقة غير عادلة. وقال المسؤولون الأوروبيون إنهم يشعرون بالقلق من مدى القيود التي يمكن أن تفرضها "قيود المنافسة المحتملة" لعملة "ليبرا" على المعلومات التي سيتم تبادلها واستخدام بيانات المستهلكين، بحسب وثيقة المفوضية الأوروبية والتي تعتبر جزءا أساسيا من تحقيق مبكر للاتحاد الأوروبي يستهدف جمع المعلومات. يشمل التحقيق طموحات مارك زوكربيرج مؤسس "فيسبوك" للسيطرة على السيولة النقدية التقليدية، وسيضاف إلى تحقيق أولي آخر للاتحاد الأوروبي بشأن كيفية استخدام شبكة فيسبوك لنفوذها وقوتها لمحاصرة التطبيقات المنافسة بطريقة غير عادلة.