أعلن الأمير عبدالعزيز الفيصل رئيس هيئة الرياضة مؤخرا، عن استراتيجية دعم الأندية الرياضية بشكل عام، وأندية الدوري السعودي للمحترفين على وجه الخصوص، بتوجيه ودعم مباشر من قبل سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يحفظه الله، الذي يولي اهتماما كبيرا وقويا باستقرار الأندية السعودية من الناحية المادية والإدارية؛ لإيمانه أن أندية الوطن إذا ما كانت في عافية، فسينعكس ذلك بكل تأكيد على منتخباتنا الوطنية في كل الألعاب لهذا جاء تقديم مبلغ 2 مليار و500 مليون ريال، من أجل تطوير كافة الألعاب وليس كرة القدم فقط، بل وتقديم محفزات للأندية التي تطور باقي الألعاب بما يضمن استمرارها؛ بما يمهد الطريق أمام الرياضة السعودية للوصول إلى العالمية من خلال العمل المنظم وجودة الأداء؛ حيث كان اهتمام سموه بتطوير المستوى الفني الحالي عبر تقديم الدعم المباشر إضافة للدعم المرتبط بالبنية التحتية ومنشآت الأندية، وكذلك دعم الفعاليات المصاحبة للمباريات المستضافة، ونسبة الحضور الجماهيري والتسويق لزيادة جماهير الأندية، ولعل من أبرز المحاور التي تضمنتها الاستراتيجية، تقديم دعم مالي للأندية بقيمة 20 مليون ريال لكل ناد يستطيع تطوير منظومة الحوكمة. للتعرف على ذلك بشكل كبير، استضافت " البلاد " المهندس سعود بن صالح الصيعري خبير العمليات الاستراتيجية، وأحد منسوبي جامعة الملك عبدالعزيز؛ لتسليط الضوء حول الحوكمة في الأندية الرياضية وأهميتها. ماهو مفهوم الحوكمة ؟ – هناك ارتباط وثيق بين مفهوم الحوكمة، والجودة فكلاهما يؤديان إلى هدف واحد، ألا وهو التميز في العمل الإداري، ويتم ذلك عن طريق مجموعة من القرارات والقوانين التي تساهم في ضبط العملية الإدارية؛ لتساهم في تحقيق الأهداف المرجوة، لذا فإن الحوكمة تساعد في تطوير النظام الإداري وتكسبه مرونة واحترافية أكثر لاتخاذ القرار. ماهي أهداف منظومة الحوكمة ؟ – تهدف الحوكمة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، من أهمها ما يلي : 1. تطبيق مبدأ الشفافية والعدالة. 2. تساعد في تكوين وخلق فرص جديدة ومتاحة للجميع. 3. تنمي المهارات الاستثمارية وتحسن فرص التنوع. 4. تحقيق مبدأ المساءلة. 5. تساهم الحوكمة في تشجيع العمل على زيادة الإنتاجية. كيف يمكن تطبيق الحوكمة في العمل الرياضي ؟ – تطبيق الحوكمة بمفهومها العلمي والعملي، يكون من خلال تحليل العوامل الداخلية والخارجية للأندية الرياضية؛ حيث تركز عمليات التحليل الخارجي في ضبط وتحليل مجموعة القوانين والتشريعات المنظمة للعمل، والتي تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على الأندية. بينما التحليل الداخلي يركز على معرفة نقاط القوة وتحليل الكفاءة الإدارية للجهاز الإداري بالنادي، كما يحدد المسئوليات والصلاحيات والآليات التي يجب اتباعها في عملية اتخاذ القرار. كما يعتبر هذا التحليل من الخطوات المهمة؛ لأنه يساعد في تقليل الفجوة الإدارية بين مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية والنظام الإداري للنادي. ما تعليقك حول دعم سمو ولي العهد للأندية لتطوير منظومة الحوكمة ؟ – كانت، ولازالت الدولة بقيادتها الحكيمة تذلل العقبات والصعاب وتضع الحلول والمبادرات؛ من أجل تطوير منظومة العمل في وطننا الغالي، وهذا الدعم هو خير مثال لاهتمام ولاة الأمر بكل مامن شأنه المصلحة العامة. ويأتي هذا التطوير لمنظومة الحوكمة ليساهم في تحسين الأنظمة الإدارية وتحقيق مبدأ الشفافية والتشجيع على زيادة الإنتاجية. ماهي أبعاد ذلك الأمر ؟ – لاشك أن هذا القرار يعكس البعد الاستراتيجي في دعم الأندية؛ بحيث يهدف إلى تحقيق الاستدامة والاستقرار للأندية مالياً وإدارياً، ويساعد في رفع مستوى الرياضة السعودية، وقيادتها إلى الخصخصة والتشجيع على الاهتمام بباقي الرياضات المختلفة. هل ستتمكن الأندية من تطبيق الحوكمة للتخلص من التعثر المالي ؟ – هنا يكمن سر النجاح والتميز، وذلك من خلال اتباع الاستراتيجية الفعالة في تطبيق الحوكمة، وتحويل التحديات إلى فرص والتركيز على نقاط القوة للأندية، فمعظم الاستراتيجيات تكون ناجحة، إذا كان هناك تطبيق ناجح لها. ماهي الخطوات المطلوبة لنجاح ذلك الأمر ؟ – تعد صياغة الاستراتيجية وتحديد المعايير هي الخطوة الأولى والرئيسة، التي لابد أن يتم البدء فيها.