بعد حالة الاستقرار التي شهدتها تونس في السنوات الأخيرة واستبشر اهلها بموسم سياحي يقدم صورة إيجابية عن الوضع الأمني، أبى تنظيم الاخوان المسلمين الارهابي إلا أن يعكر صفو هذا الاستقرار لخلق واقع فوضوي يمكنه من اجهاض تجربة الانتقال السلمي للسلطة فى البلاد ليتثنى له الانقضاض على الحكم عبر انقلاب عسكري مدبر تكشفت معالمه الخميس الماضي بتنفيذ سلسلة عمليات ارهابية استهدفت مناطق حيوية بالعاصمة تونس. وعن ذلك اشار الخبراء الى ان عمليات الخميس الارهابية جزء من صناعة الخوف التي تحركها بشكل خفي مليشيات إخوانية في محاولة للانقلاب على المسار الديمقراطي بالبلاد، اذ جاءت هذه العمليات بالتزامن مع شائعات حول وفاة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، وسط نفي قاطع من قبل سعيدة قراش، المتحدثة باسم الرئاسة، التي أكدت أنه يتلقى العلاج بالمستشفى العسكري بالعاصمة. ورغم إعلان تنظيم داعش تبنيه مسؤولية العمليات الإرهابية إلا أن خبراء تونسيين أكدوا أنه واجهة تحركها بشكل خفي أجنحة متطرفة بالأحزاب السياسية المعروفة بتقاطعاتها مع الإرهاب من أجل تأجيل الانتخابات أو إلغائها. وشدد المحلل السياسي نجيب الدزيري على أن العمليات رغم خطورتها لا يجب ان تحط من العزائم في التصدي لتلك المجموعات او تمس من ثقة التونسيين في الوحدات العسكرية والأمنية، و اصاف الدزيري: هتاف التونسيين بمكان التفجير “فلا عاش في تونس من خانها” خير دليل على ان لا مكان للارهاب مع شعب يحب الحياة. وبشأن تأثير العمليات الإرهابية على الوضع السياسي قال الدزيري انه من المؤكد هي محاولات لضرب الانتقال الديمقراطي و غايتها ارباك المواعيد الانتخابية خاصة و انها تاتي قبل بضعة أيام من دعوة رئيس الجمهورية المواطنين للذهاب الى صناديق الاقتراع . بدوره قال الإعلامي و المختص في الشأن الدولي وسام حمدي ان هذه العمليات لايمكن اخراجها عن سياقها الإقليمي والعالمي. وشدد حمدي على ان العمليات تزامنت مع مواعيد سياسية هامة و هو ما يدفع للحديث عن ارهاب تحت الطلب زد عليه تزامنه مع الوضع الصحي الحرج لرئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي. وفي تحليل للحوادث الإرهابية من الجانب الأمني قال الخبير الأمني اللواء المتقاعد من الجيش الوطني جمال بوجاه: ان تونس تقع دائرة وضع إقليمي و عالمي مهدد بعدم الاستقرار مثلما يحصل بليبيا او مصر او السودان او مالي، وان تونس في الاتجاه الصحيح من ناحية الاستقرار مقارنة بهذه البلدان و هذه الضربات التي استهدفت تونس مؤكد انه مخطط لها من الداخل و الخارج. وحول أثر العمليتين الارهابيتين على الوضع الاقتصادي وعلى الموسم السياحي قال الخبير الاقتصادي جمال العويديدي إن هذه الضربات الإرهابية من المؤكد انها ستعمق الازمة الاقتصادية التي تعيشها تونس سواء في الاستثمار او تراجع قيمة الدينار التونسي على حد السواء.