أعاد الهجوم الإيراني على ناقلتي نفط في خليج عمان أمس الأول، وهجوم سابق على أربع ناقلات قرب الشواطئ الإماراتية تركيز الضوء على أمرين مهمين مرتبطين ببعضهما؛ أولهما الأهمية الاستراتيجية لخليج عمان كممر بحري يستحوذ على 40% من حركة نقل صادرات النفط في العالم، والأمر الثاني هو التأكيد على الحاجة الملحة لتحرك دولي جاد وعاجل لحماية الملاحة الدولية، وردع العابثين بأمن إمدادات الطاقة في العالم، وتهديد سلامة الملاحة البحرية وحركة التجارة العالمية، وسط دلائل متزايدة على تورط إيران وأذرعها في تلك الهجمات. وكشف الجيش الأمريكي عن تسجيل مصور، يثبت تورط إيران في استهداف ناقلتي نفط في خليج عمان، ويظهر التسجيل عناصر من مليشيا الحرس الثوري الإيراني، وهي تزيل لغما لم ينفجر من جانب إحدى الناقلتين، فضلا عن صورة تظهر لغما فيما يبدو قبل إزالته. وقال المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأمريكي بيل أوربان، في بيان: إنه "عند الساعة 4:10 مساء بالتوقيت المحلي اقترب قارب دورية تابع للحرس الثوري الإيراني من الناقلة كوكوكا، وجرت ملاحظة وتسجيل إزالة لغم لم ينفجر من كوكوكا كاريدجس". وتأتي الهجمات التي وقعت على بعد نحو 45 كم قبالة الساحل الإيراني، في الوقت الذي تحذر فيه واشنطنطهران من أي أعمال عدائية تهدد الملاحة الدولية. فثمة دلائل بخلاف الفيديوهات التي نشرها الجيش الأمريكي، تثبت تورط إيران يمكن إجمالها في النقاط التالية: إعلان رئيس شركة كوكوكا: أعلن رئيس شركة كوكوكا سانجيو المشغلة لناقلة النفط اليابانية كوكوكا كاريدجس، أن طاقم الناقلة شاهد سفينة للجيش الإيراني قبل الحادث بيوم واحد، وبين أن الناقلة تضررت من أشياء طائرة، وأنها تتحرك بسلام باتجاه خورفكان بالإمارات. تأكيد التحالف العربي: تأكيد المتحدث باسم قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، العقيد الركن تركي المالكي، أن بوسعه ربط حادث استهداف ناقلتي النفط في خليج عمان بهجوم آخر نفذته المليشيات الانقلابية المدعومة من إيران العام الماضي. وفي شهر يوليو 2018، نفذت المليشيات هجوما على ناقلة نفط سعودية في مياه البحر الأحمر، ما أحدث أضرارًا بها كادت تتسبب في كارثة بيئية. سجل إيران الأسود: المتتبع للهجمات السابقة التي تقف وراءها إيران أو أذرعها، يلاحظ أن طهران دائما ما تفتعل أزمات حول الملاحة البحرية في كل من مضيقي هرمز وباب المندب للتهرب من الأزمات الداخلية والتطورات المرتبطة بإعادة فرض العقوبات الدولية على طهران، كان آخرها في 28 أبريل الماضي، حين هدد النظام الإيراني بغلق مضيق هرمز الاستراتيجي، إذا واجه مزيدًا من العقوبات الأمريكية على طهران. أدلة سابقة: تلك الأدلة تضاف إلى أدلة عديدة، سبق أن قدمها المندوبون الدائمون لدولة السعودية والإمارات ومملكة النرويج لدى الأممالمتحدة في طلب الإحاطة إلى أعضاء مجلس الأمن 7 يونيو الجاري، بشأن الهجمات التي استهدفت 4 نفلات نفط 12 مايو الماضي، وأكدوا فيها أن"الهجوم يحمل بصمات عملية متطورة ومنسقة تقف وراءها دولة على الأرجح". وكشفت التحقيقات عن أن الطرق المنسقة والمعقدة التي استخدمتها الجهة المتورطة لتنفيذ هذه الاعتداءات، تتطلب قدرات استخبارية للاختيار المتعمد لأربع ناقلات نفط من بين 200 سفينة من مختلف أنواع السفن، التي كانت ترسو خارج المياه الإقليمية الإماراتية وقت وقوع الهجمات، الأمر الذي يؤكد أن هذه الهجمات كانت متعمدة، وتم التخطيط لها، ولم تكن أهدافا تم اختيارها بشكل عشوائي. كما تطلبت الهجمات الإرهابية الاستعانة بغواصين مدربين؛ من أجل إلصاق الألغام بالناقلات المستهدفة بدقة عالية تحت سطح الماء، لتجعلها عاجزة عن الحركة دون إغراقها أو تفجير حمولتها، مما يدل على المعرفة الدقيقة بتصاميم الناقلات المستهدفة.