بدأ خبراء من عدة بلدان عربية بالعاصمة تونس اجتماعا لمناقشة اسباب "تدني تعليم اللغة العربية" وسط تحذيرات من مخاطر غزو اللغات الاجنبية وابتلاعها لغة الضاد. ويشارك في الاجتماع الذي ترعاه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الكسو) خبراء من تسع بلدان هي المملكة ومصر والسودان وسوريا والاردن وتونس والجزائر وليبيا والمغرب. ويعكف المشاركون على مناقشة خطة للارتقاء باللغة العربية ودراسة كيفية الاستفادة من تجارب بعض الدول العربية في اطار خطط عربية مشتركة للنهوض باللغة. وقال محمد العزيز بن عاشور المدير العام للالكسو في افتتاح الاجتماع "اللغة العربية تواجه تحديات كبيرة في مواجهة اللغات الاخرى التي تغزو البيوت والمدارس." وحذر من ان الخطر الاكبر نتيجة غزو اللغات الاجنبية "لا يكمن في ادراج كلمات دخيلة بل هو كامن في انتشار تراكيب وصيغ وتعبيرات لا صلة لها بروح اللغة ولا بعبقرية الحضارة العربية ولا بالمرجعية الدينية والتاريخية والادبية". وأضاف "الدفاع عن اللغة العربية والسعي الى ضمان استمرار منزلتها هو صيانة للذات ومساهمة حضارية في جهود الانسانية من أجل ضمان التنوع الثقافي والتصدي لخطر التنميط." ويرى خبراء عرب أن الفضائيات تتحمل جانبا من المسؤولية عن تراجع اللغة العربية بسبب التداخل الكبير بين العامية والفصحى. ويأتي الاجتماع في سياق تنفيذ مشروع النهوض باللغة العربية لدخول مجتمع المعرفة الذي اقرته القمة العربية بدمشق العام الماضي. ويهدف المشروع الى حماية مكانة اللغة العربية بين اللغات العالمية الحية وتدوالها في الانشطة الاعلامية والوسائط المتعددة وتعميم تدريسها في المواد العلمية كالفيزياء والرياضيات. ومن المقرر ان ينتهي اجتماع الالكسو الذي يستمر ثلاثة أيام باصدار وثيقة تضم التوجهات المستقبلية الرئيسية للنهوض باللغة العربية وتدريسها الى جانب خطة للتعاون بين الدول العربية في مجال تبادل الخبرات التدريسية في تخصصات اللغة العربية.