الى جانب ازمة حصار مطبق تفرضه مليشيا الحوثي على مدينة تعز منذ 4 سنوات، تعيش المدينة هذه الأيام على وقع نقص حاد في مياه الشرب، اذ أجبرت الازمة مئات النساء والأطفال على خوض رحلة كفاح قاسية في نقل عبوات المياه من صهريج خارج المدينة. ورغم الصمود الطويل للسكان الذي يقترب من الوصول ل1500 يوم واستمرار وطأة الحصار الحوثي والدراما المأساوية للمدنيين، إلا أنها اشتدت خلال الأيام القليلة الماضية، إثر أزمة مياه حادة تضرب المدينة الواقعة جنوبي اليمن. وتفيد تقارير حقوقية يمنية أن الأطفال الصغار في تعز تحولوا للعمل في جلب المياه، فيما تعرضت تجمعاتهم حول الصهاريج الخيرية المتنقلة باستمرار لهجمات حوثية إرهابية؛ حيث قتلت وأصابت العشرات منهم. ومنذ أبريل 2015، تعرض العديد من الأطفال وهم في طريقهم للحصول على المياه، للقتل والإصابات برصاص قناصة الحوثيين أو بشظايا القذائف المدفعية التي تنهال على أحياء المدينة المحاصرة. ويفتقر 50% من اليمنيين للمياه النظيفة، لكن تعز تعد أكبر مناطق اليمن ندرة في المياه؛ حيث عطّل حصار الحوثيين آبار المياه الجوفية التابعة للمؤسسة الحكومية. وضمن أسلحتهم الفتاكة لإرهاب المدنيين وبشكل متعمد هاجم الحوثيون بالقذائف صهاريج المياه، وفي تكتيك حربي آخر منعت المليشيا وصول المياه من الآبار الواقعة في الأجزاء الشرقية لتعز إلى سكان المدينة المحاصرة. الحصار الحوثي خلق أزمة خانقة في أحياء تعز المحررة، حيث ارتفعت صهاريج المياه التجارية أو ما يعرف بال”وايت”(سعة 6 آلاف لتر) لضعفي ثمنها؛ حيث وصل سعر الواحد منها لقرابة 50 دولاراً أمريكياً. وقالت وسائل اعلام محلية إن هجمات مليشيا الحوثي أسفرت عن تدمير خزانات المياه وأضرار بالغة بالآبار الارتوازية الأساسية، شملت مدينة “الدريهمي” ومدينة “حيس” و”التحيتا” جنوب الحديدة قبيل أن يعمل التحالف العربي إلى بنائها وتأهيلها بعد التحرير. كما استهدفت قناصة الحوثيين خزانات المنازل، وقصفت المشاريع وعمدت إلى تخريب البنى التحتية للمياه، كسياسية عقاب جماعية ضد السكان، تركزت في”عدن” قبل التحرير وأحياء من “مدينة الحديدة” و”تعز” و”حجور”؛ حيث شهدت الأخيرة قبل أيام تدمير عشرات الصهاريج الخاصة بالمدنيين بعد حصارها. وفى سياق منفصل أفادت وزارة الدفاع اليمنية بان مسلحا حوثيا اقتحم مسجد قرية “الكليبة” في مديرية الحداء شمالي شرق مدينة ذمار، ونفذ أمام جموع المصلين، جريمة بشعة بحق “محمد حسين محمد العزي الكليبي”. وهزت الجريمة الأوساط الشعبية لأهالي منطقة الحداء، الذين وصفوها بالإرهابية والتي تماثل بشاعة عمليتي استهداف المسلمين في نيوزيلندا. ونقل موقع “سبتمبر نت” التابع لوزارة الدفاع اليمينة عن مصدر مطلع أن العنصر التابع لمليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران باشر بإطلاق الرصاص الحي من “كلاشنكوف” صوب التربوي “الكليبي” قبيل صلاة الجمعة. ووفقا للمصادر، فإن الكليبي يحظى بتقديرات كبيرة في الأوساط الشعبية لمنطقته، ولم تكن له أي عداوة مسبقة، قبل أن يقدم المسلح الحوثي على تصفيته بدوافع سياسية واتهامه بمناهضة المليشيا الحوثية.