تجددت الاشتباكات في مدينة الحديدة عقب تعثر تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق إعادة الانتشار، جراء رفض الحوثيين البدء بالانسحاب من ميناءي الصليف ورأس عيسى بموجب الاتفاق. وشهدت الأطراف الجنوبية والشرقية لمدينة الحديدة تبادلاً للنيران بين المليشيات وقوات المقاومة المشتركة، وامتد تبادل القصف والنيران الى الدريهمي والتحيتا وحيس في ريف محافظة الحديدة. ويتزامن ذلك مع استمرار زيارة المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث لصنعاء في مسعى لإقناع قادة الانقلاب بتنفيذ اتفاق السويد. ونقلت قناة “اسكاي نيوز” عن مصادر يمنية بصنعاء، إن غريفيث ورئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال مايكل لوليسغارد ، أكدا للقيادي الحوثي مهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي، أنه لا مناص من تنفيذ اتفاق إعادة الانتشار، لكن بقاء غريفيث لليوم الثالث في صنعاء يؤكد أنه لم يحصل على أية تأكيدات جديدة أو يحقق أَي اختراق مع المتمردين الذين عرقلوا تنفيذ الاتفاق أكثر من مرة. الى ذلك أفادت مصادر منفصلة بارتفاع عدد الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والطبية التي تحتجزها ميلشيات الحوثي في مدينة إب إلى 35 شاحنة. وقالت ذات المصادر أن بعض هذه الشاحنات تخص منظمة اليونيسيف وأخرى تابعة للمنظمة الطبية الدولية. وأرجعت المصادر الأسباب الحقيقية للاحتجاز إلى أن المواد الإغاثية قدمت عبر ميناء عدن ومنه عبر العاصمة المؤقتة عدن ولم تأتِ عبر ميناء الحديدة، حيث يضغط وزير الصحة في حكومة الانقلاب على منظمة اليونيسيف تحديداً، لتقديم مساعداتها الإغاثية القادمة إلى المحافظات الشمالية الخاضعة لسيطرة المليشيات عبر ميناء الحديدة غرب اليمن وليس عبر ميناء عدن. وفى سياق منفصل حققت قبائل حجور انتصارات كبيرة على ميليشيات الحوثي في مديرية كُشَر، ودحرتها من عدة مواقع. ونقلت “قناة العربية” عن مصدر محلي إن مقاتلي القبائل سيطروا امس “الخميس” على حصن المنصورة الاستراتيجي، الواقع عند الأطراف الشمالية الشرقية لمديرية كشر بعد معارك عنيفة استغرقت عدة ساعات، تكبدت فيها الميليشيات عشرات القتلى والجرحى. وأضاف المصدر أن مواقع الميليشيات في المنطقة المحاذية لمديريتي وشحة وقارة أصبحت تحت نيران القبائل، حيث يطل حصن المنصورة على مناطق الحدِيَتين، والقيم، والعبيسة، وبني ريبان. وكان رجال قبائل حجور قد سيطروا امس الأول على جبلي القشبة والواسط في العبيسة بمديرية كشر في محافظة حجة شمال غرب البلاد. وتأتي هذه الانتصارات بعد تلقي القبائل إمدادات عسكرية وغذائية من تحالف دعم الشرعية عبر عملية إنزال جوي رابعة جرى تنفيذها الليلة الماضية في مناطق عدة من مديرية كشر، تم من خلالها تزويد مقاتلي القبائل بالأسلحة والذخائر والمواد الغذائية. من جهة أخرى، ومع استمرار فشلها منذ أسابيع، في اقتحام مناطق قبائل حجور، كثفت ميليشيات الحوثي قصفها وحصارها للمدنيين في مديريات منطقة حجور. وفي هذا السياق، حذرت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في اليمن، من تفاقم الوضع الإنساني واستمرار حصار ميليشيا الحوثي الانقلابية، لمديرية كشر والمديريات الأخرى التابعة لمنطقة حجور في محافظة حجة، شمال غربي اليمن. وقال تقرير صادر عن الوحدة إن السكان يلجأون إلى النزوح بسبب حصار الحوثيين الخانق على المديرية من كل الاتجاهات، ومنعهم دخول المواد الغذائية والطبية إليها، إضافة إلى القصف العنيف على القرى والتجمعات السكنية.