عاودت ميليشيات الحوثي المدعومة إيرانياً استهداف مطاحن البحر الأحمر بعد ساعات من قصفها “مجمع إخوان ثابت التجاري والصناعي” ضمن خروقاتها المتصاعدة لوقف إطلاق النار في مدينة الحديدة. وأفاد الإعلام العسكري التابع للمقاومة الوطنية، أن الميليشيات الحوثية استهدفت بقذائف هاون مطاحن البحر الأحمر الواقعة في الأحياء الشرقية للحديدة، التي تخزن فيها كميات كبيرة من القمح والحبوب الذي يغذي شرائح واسعة من اليمنيين. وأكد أن قذيفة هاون سقطت جوار صوامع الغلال المليئة بكميات كبيرة من القمح التابع لبرنامج الغذاء العالمي والتي تلبي احتياجات أكثر من ثلاثة ملايين جائع. ويأتي استهداف مطاحن البحر الأحمر مجدداً، بعد ساعات من معاودة المليشيات قصف “مجمع إخوان ثابت التجاري” في شارع صنعاء، متسببةً في احتراق أحد الهناجر وإتلاف محتوياته. وسبق أن استهدفت ميليشيات الحوثي مطاحن البحر الأحمر وأصابت بقذائف الهاون صومعتين، ما تسبب باحتراقهما وإتلاف ما تحتويانه من قمح. وكان برنامج الغذاء العالمي كشف في وقت سابق قيام ميليشيات الحوثي بالاستيلاء على المساعدات الإنسانية، فيما حمّل مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك الحوثيين مسؤولية تلف مواد الإغاثة. وأكد البرنامج في بيان صحافي مطلع الشهر الجاري عدم سماح الحوثيين لموظفي المنظمة الدولية بالوصول إلى مخازن الحبوب منذ أربعة أشهر. هذا فيما كثفت قوات التحالف العربي من غاراتها على مواقع الحوثيين في محافظة حجة شمالي غرب اليمن، لدعم قبائل حجور في انتفاضتها ضد إرهاب المليشيا الانقلابية. وبحسب موقع وزارة الدفاع اليمنية، فإن طيران التحالف زود رجال قبائل حجور بذخائر ومؤن ومعدات طبية كدعم لهم ولمساندتهم في التصدي للميليشيات التي تشن هجمات مكثفة ومستمرة على المنطقة. يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يزود فيها طيران التحالف القبائل بالسلاح، حيث كانت أول عملية إنزال جوي قبل يومين قد شملت إنزال معونات إغاثية وطبية فقط إلى مناطق حجور. وفى السياق نقلت وسائل يمنية عن مصدر قبلي إن مقاتلات التحالف شنت 10 غارات استهدفت دوريات ومدرعات عسكرية حوثية كانت تهاجم بلدة “حجور” من اتجاه منطقة “بني شهر” شمالي شرق مديرية “كشر”. واستهدفت مقاتلات التحالف تعزيزات حوثية في منطقة “مندقة النيد”، جنوب مديرية “كشر”، وتجمعات للمليشيات في مناطق “المندلة” و”الحديتين” و”قريات” شرق منطقة “العبيسة” في المديرية ذاتها. وأحبطت غارات التحالف هجوما واسعا لمليشيات الحوثي كان يستهدف اجتياح منطقة “حجور”، التي تفرض عليها المليشيات الإرهابية حصارا خانقا منذ أسابيع. وأسفرت الضربات الجوية عن مقتل وإصابة عشرات الحوثيين وتدمير آليات عسكرية مختلفة، وتقهقر الهجوم الحوثي إلى مناطق بعيدة، وفقا للمصدر. ولم يتوقف إسناد التحالف العربي لقبائل حجور عند الضربات الجوية التي دكت التعزيزات الحوثية، بل شهدت المنطقة عملية إنزال جوي هي الثانية من نوعها التي تنفذها مقاتلات التحالف، دعما لانتفاضة حجور ضد المليشيا الحوثية. ونقل موقع “سبتمبر نت” التابع لوزارة الدفاع اليمنية عن مصدر في المقاومة الشعبية بحجور إن الإمدادات شملت كميات من الأدوية والمستلزمات الطبية من أجل إنقاذ الجرحى وضحايا القصف الحوثي من المدنيين، حيث تمنع المليشيات نقلهم إلى المرافق الصحية جراء الحصار الخانق. وقوبل الإسناد الكبير من التحالف العربي بترحيب واسع في أوساط القبائل اليمنية التي تخطط للاقتداء بقبائل حجور، وتنفيذ انتفاضات شعبية متفرقة ضد الانقلاب الحوثي.