ببالغ الترحاب ووسط اهتمام واسع على مختلف الأصعدة ، استقبلت باكستان أمس صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ، في مستهل جولته الآسيوية ، وأكدت القيادة والمسؤولون في باكستان أهمية الزيارة التاريخية في تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين الرياض واسلام أباد في كافة المجالات، إلى مستوى الشراكة ، مثمنين مواقف المملكة تجاه باكستان والأمة. وقالوا في تصريحات إن زيارة سمو ولي العهد تحمل الخير لباكستان من خلال المشروعات الاستثمارية في مجالات حيوية رئيسية تعزز اقتصاد البلدين ، كما تسهم الاتفاقيات المشتركة في دعم التطلعات التنموية في باكستان. فقد أشاد دولة رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية عمران خان، بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى باكستان، مؤكداً أن الزيارة تدل على قوة العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان. وأوضح في تصريح نشرته وسائل الإعلام الباكستانية الرسمية امس أن زيارة سمو ولي العهد ستسهم في تعزيز العلاقات الثنائية بين الرياض وإسلام آباد وستنقلها إلى شراكة اقتصادية قوية. وقال : إن الاستثمارات المصاحبة لزيارة سمو ولي العهد ستكون أكبر استثمارات في تاريخ باكستان، مشيراً إلى أنه سيتم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم للتعاون بين البلدين بما في ذلك إنشاء مصفاة للنفط في ميناء “جوادر” باستثمار سعودي. ونوه رئيس الوزراء الباكستاني بتوافق الرؤى بين المملكة وباكستان حول القضايا الإقليمية والدولية، مشيراً إلى أنه بإمكان البلدين تعزيز التعاون الدبلوماسي بفعالية لدعم الأمن الإقليمي والعالمي وحل النزاعات المزمنة مثل قضيتي كشمير وفلسطين، إضافة إلى تسهيل عملية السلام في أفغانستان. * استثمارات بالميناء ومن المقرر أن يقوم سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بتدشين موقع المملكة داخل ميناء جوادر غربي باكستان والذي يطل على بحر العرب ويمر من خلاله أكثر من ثلث نفط العالم. وهو الميناء الأقرب الى مدينة سينجيانج الصينية الصناعية. وأعرب وزير المالية الباكستاني السيد أسد عمر عن أمله في تحقيق نجاحات اقتصادية متعددة بين كل من المملكة وبلاده مشيراً الى أن زيارة سمو ولي العهد الى اسلام اباد سوف يكون لها الكثير من الانعكاسات الايجابية في مختلف جوانب الاستثمارات السعودية لمصلحة البلدين ومنها الموقع السعودي داخل ميناء جوادر. وأضاف الوزير الباكستاني الذي كان يتحدث ل(البلاد) عقب وصول سمو ولي العهد في الساعات الاولى من مساء يوم أمس مبتدئاً زيارته لعدد من الدول الآسيوية: إن العلاقات السعودية الباكستانية تنطلق من جذور تاريخية وتحظى باهتمام البلدين في مختلف الصناعات والقرى البشرية وتنمية الموارد المتعددة لرفع مستوى الأداء التنموي الذي يحظى باهتمام الشعبين الصديقين. وأشار الوزير الباكستاني في معرض حديثه الى دور المملكة في الاهتمام بالشراكة البينية وتطوير مجالات التعاون منذ زمن بعيد لدعم استقطاب القوى البشرية من بلاده الى المملكة. مؤكداً في الوقت ذاته على أن باكستان تدرك ضمن العالم الاسلامي مدى ما تقوم به المملكة من دور بارز لخدمة الإسلام والمسلمين سواء على صعيد الداخل أو الخارج مشيراً الى حجم النفقات السعودية في المشاعر المقدسة خلال مواسم الحج على مدى الأعوام تعتبر أرقاماً كبرى لا تتوقف على مدى العام. اضافة الى ما تنفقه المملكة من مساعدات خارجية لدعم القضايا الإسلامية وخدمة رسالة الايمان. كما أعرب معالي وزير المالية الباكستاني عن التقدير الكبير لدور المملكة في مكافحة الإرهاب وغسيل الأموال بكل قوة واصرار يسير الى جانب دورها في مكافحة الفساد والاستمرار في الاصلاحات الاقتصادية وغيرها من برامج التنمية في المملكة العربية السعودية وكل ذلك بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان. مؤكداً على تطلعات بلاده حكومة شعباً الى مزيد من التعاون بين البلدين. هذا وتهدف المملكة من ذلك أخذ موقع في ميناء جوادر، إلى الاستثمار في البنية التحتية للميناء، وتنفيذ أكبر مصفاة نفط في العالم داخل الميناء، كما تهدف إلى تعزيز العمق الاستراتيجي لها داخل شبه القارة الهندية. * مصفاة النفط من جانبه رحب معالي وزير البترول في جمهورية باكستان الإسلامية غلام سرور خان، بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع حفظه الله ورعاه إلى باكستان. وقال في بيان صادر عنه إن زيارة سمو ولي العهد ستكون بمثابة قدوم فصل الربيع إلى باكستان. وأضاف أن زيارة سمو ولي العهد ستأتي باستثمارات تاريخية إلى باكستان، وستقوم المملكة العربية السعودية بإنشاء مصفاة للنفط في باكستان، فضلاً عن الاستثمار بملايين الدولارات في قطاعات أخرى، مشيراً إلى أن زيارة سمو ولي العهد ستساهم في تعزيز وتطوير العلاقات العريقة القائمة بين المملكة وباكستان بشكل يعود بالفائدة المباشرة على الشعب الباكستاني. وأكد وزير البترول الباكستاني، غلام ساروار خان خلال تغريدة في حسابه على “تويتر” تداولتها الصحف الباكستانية، أن الاستثمار الأجنبي يعد من أهم الأمور الحيوية التي تسعى بلاده الاستناد إليها خلال السنوات القليلة المقبلة. وتابع خان خلال تغريداته: “سيجلب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان استثمارات قياسية في قطاع النفط والغاز”، وذلك في إشارة إلى التعاون المنتظر بين الجانبين خلال الزيارة التاريخية لولي العهد التي بدأت أمس الأحد ، ومن المرجح أن توقع باكستان على عدد من صفقات الاستثمار. * دور ريادي للمملكة كما أشاد معالي وزير خارجية جمهورية باكستان الإسلامية شاه محمود قريشي، بالدور الريادي للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في دعم الأمن والاستقرار الإقليمي، منوهاً بدور المملكة في دفع عملية السلام الأفغانية إلى الأمام. جاء ذلك في تصريحات لمعاليه نشرتها وسائل الإعلام بمناسبة زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى جمهورية باكستان الإسلامية. وأضاف أن باكستان قيادة وشعباً ترحب بزيارة سمو ولي العهد، مؤكداً أن الزيارة ستكون بداية لتعاون فعّال وشامل بين البلدين، وستسهم في تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية إلى أعلى المستويات. من جانبه أكد معالي وزير الشؤون الدينية في جمهورية باكستان الإسلامية نور الحق قادري، أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، إلى باكستان ستسهم في تعزيز العلاقات التاريخية القائمة بين البلدين. وأوضح في تصريح أن باكستان ترتبط بعلاقات تاريخية عريقة تحمل طابعاً استراتيجيا، وأن زيارة سمو ولي العهد تأتي استكمالاً لتطلع قيادتي البلدين إلى تعزيز وتطوير هذه العلاقات إلى آفاق أرحب من التعاون في شتى المجالات. وقال إن المملكة العربية السعودية وقفت دائماً بجانب باكستان، وساعدتها في التغلب على الأزمة الاقتصادية الحالية، وقدمت دعماً سخياً في الماضي عندما تعرضت باكستان لعقوبات اقتصادية دولية، وعندما واجهت كارثة الزلزال والفيضانات. وأكد وزير الشؤون الدينية أن الشعب الباكستاني يرحب بزيارة سمو ولي العهد التاريخية إلى بلده الثاني باكستان، وستكون لها نتائج إيجابية على مستقبل باكستان. ورفع الشكر والتقدير نيابة عن الحكومة وشعب باكستان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي العهد حفظهما الله على حزمة الدعم الاقتصادي الذي اعتمدته المملكة لدعم الاقتصاد الباكستاني، وعلى عزم المملكة ضخ استثمارات تاريخية في باكستان. كما رحب وزراء وعلماء ومسؤولون باكستانيون بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع حفظه الله إلى باكستان. جاء ذلك في مؤتمر عقدته جمعية “مجلس علماء باكستان” في إسلام آباد مؤخراً بعنوان (مؤتمر العلاقات السعودية الباكستانية) للترحيب بزيارة سمو ولي العهد، وذلك تحت رعاية رئيس جمعية مجلس علماء باكستان الشيخ طاهر محمود الأشرفي. وشارك في المؤتمر معالي وزير الشؤون الدينية الباكستانية نور الحق قادري، ورئيس الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش، وعدد من العلماء وممثلين عن الأحزاب السياسية والجمعيات الإسلامية. وقال المشاركون في المؤتمر إن العلاقة بين باكستان والمملكة العربية السعودية تعد علاقة عريقة تضرب جذورها في عمق التاريخ وتستند على قيم دينية وقواسم ثقافية مشتركة، مشيرين إلى أن المملكة وقفت دائماً مع باكستان في كل المحن والأوقات الصعبة. وأكدوا أن باكستان حكومة وشعباً ترحب بزيارة سمو ولي العهد التي ستساهم في دعم باكستان، وتعد دليلاً على وقوف المملكة إلى جانب باكستان. وأشادوا بشخصية سمو ولي العهد وأعمال سموه الواضحة في دعم الدول العربية والإسلامية وخدمة الإسلام والمسلمين والدفاع عن القضايا العربية والإسلامية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والمصالحة الأفغانية والوقوف مع الشعب اليمني لاستعادة الشرعية في اليمن.