أخطاء شاسعة واُخرى لاتغتفر نلحظها بين الفينة والأخرى تصدر من خلال تصريحات الكثير من القياديين في العديد من الدول ، وكيفية التعامل مع وسائل الاعلام في هذا الزمان ! كلنا يعلم مدى أهمية الاعلام في عالمنا المعاصر ، فهو سلاح ذو حدين بلا شك في ظل المعطيات والتحديات المتسارعة ، والتي تتطلب خاصية معينة في التعاطي مع القضايا الإعلامية وفق منظور استراتيجي محدد ومدروس ، يتفاعل مع الأزمات ، ويتغير حسب المعضلات ! القيادي الناجح هو من يعرف متى ( الوقت ) ، وأين ( المكان ) يتحدث ، ويدرك مدى أهمية الرسالة الإعلامية ومضمونها ، عبر أسلوب متقن يعي من خلاله مفردات الكلمات ، حتى يصل الكلام بشكل مباشر وأحياناً بطريقة غير مباشرة ولكن الهدف واحد ! وكذلك الحرص على عدم الظهور الإعلامي غير المبرر في الكثير من الأحيان منعاً للاستهلاك ، وحتى لاتفقد المصداقية التي قد تحتاجها لاحقاً، ولن تجدها بعد أن فقدت بوصلة المسار الصحيح لخارطة الاستراتيجية الإعلامية ، والتي تحتم عليك الظهور عبر مضامين ووسائل متنوعة لايصال رسالة ذات هدف ، وتمرير مضمونها بطريقة مباشرة للجمهور والرأي العام ، ومن ثم قياس مدى تأثيرها على المجتمع ! وعلى سبيل المثال لا الحصر في المناسبات والدعوات التي توجه للقياديين يجب الالتزام في فحوى المناسبة في حال التصريح الإعلامي ، وعدم التطرق لمواضيع أخرى عند توجيه الأسئلة من الصحافيين في مكان الحدث ، لان هناك من يسعى للتصيد وتحريف الكلام في حال خرج القيادي عن مضمون المناسبة ، فالإعلاميون يبحثون عن مناشيت وخبر مثير للصفحة الاولى ، وعلى ضوء ذلك قد تترتب الكثير من الأخطاء التي قد تفتح أبوابا مغلقة لذلك القيادي ، وهو في غنى عنها ، حتى وإن تم نفي الخبر لاحقاً ! ولابد للقيادي المدرك لسلاح الاعلام ، أن يكون ملماً ويملك الفراسة في المؤتمرات الصحفية المليئة بالمفاجآت ، وأن يحرص على الاجابات المختصرة المفيدة التي تفي بالغرض ، وأن يملك الحجة الدامغة في تفنيد المغالطات التي قد تستفزه من قبل بعض الاعلاميين ، والحرص على الدبلوماسية في الردود التي قد يجيب عنها مرغماً للصحافيين ! مختصر مفيد : لنجاح أي عمل اعلامي لابد وأن تكون هناك استراتيجية واضحة مدروسة ، ومحددة في وقت زمني ، يتم وضعها بعناية فائقة تتناسب والمعطيات ، ومرنة وفق المتغيرات ، ثابتة عبر المبادئ والأولويات. كاتب كويتي [email protected]