” إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ” “حديث شريف” من أهم مقاصد الشريعة الاسلامية الحفاظ على الضروريات الخمس ” الدين ، النفس ، النسل ، العقل ، المال ” كي يعيش المسلم في هذه الدنيا آمناً مطمئناً يعمل لدنياه وآخرته ، وليكون المجتمع المسلم أمة واحدة متماسكة كالبنيان المرصوص ، يشد بعضه بعضاً ، وكالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ، ولايمكن ذلك إلا بحفظ هذه الضرورات الخمس من الخلل والعبث ! وعندما يقع الفساد لابد وأن تعلم أن هناك خللا في الرقابة الذاتية للنفس، وأن المبادئ والقيم قد غابت عن البعض. وليعلم كل فاسد على وجه هذه الارض وفِي شتى بقاع العالم ” أن الله يمهل ولا يهمل” ، وأن ” الشيء اذا زاد عن حده ينقلب ضده ” ، ومصير كل فاسد أن ينكشف أمره ، ولابد أن تزول الاقنعة عن الوجوه ، وتظهر الحقائق الدامغة ، ويزهق الباطل ” أن الباطل كان زهوقاً” !! كما أن الطمع والجشع من أسباب ظاهرة الفساد ، نتيجة الاختلاط مع أصحاب السوء ، وتغلب قوى الفساد التي لاتخاف الله في بعض الشركات المقاولة على ضعاف النفوس من بعض الموظفين والقياديين ودفع الرشاوي لمصلحة ” غض البصر” ، عن تجاوزاتهم وتعديهم على حرمة المال العام بطرق ملتوية حتى يكونوا في أمان عن المساءلة القانونية، متناسين قدرة الله على الفاسدين المرتشين الظالمين لأنفسهم والاخرين! قصص غريبة استمعت لها تؤكد ” أن النفس إمارة بالسوء ” ، وحكايات عجيبة يندى لها الجبين ، تبرهن على أنك ” كما تدين تدان”. وللحد من تفشي ظاهرة الفساد لابد من سن أنظمة وتشريعات وإنزال أقصى العقوبات على مخالفيها في الوطن العربي خاصة، وتنمية دور المجتمع في مكافحة الفساد والقضاء عليه بالتوعية الإعلامية ، وخلق فرص عمل مناسبة للمواطنين ، وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب مع كافة الموظفين ، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب وتقييم الأداء هو مؤشر البقاء ! مختصر مفيد : أين مخافة الله ، وأين المبادئ والخلق الحسن ، وأين التربية الصالحة للوالدين ، وأين الرقابة الذاتية على النفس ، وأين احترام الاوطان في هذا الزمان ، بعد أن ” لعب وعبث ” المتنفذون في حرمة المال العام في أكثر من مكان من العالم اليوم !! كاتب كويتي [email protected]