في زمننا هذا تغيرت الكثير من المفاهيم واندثرت العديد من القيم ، وتبخر الانتماء وذهب الولاء بلا رجعة! الا من رحم ربي.. العقل نعمة من نعم الله علينا ، وكلما كنت رزيناً في تصرفاتك ، وحكيماً في ردّك ، وكريماً في عطاياك ، وحليماً عند غضبك ، وراقياً في حديثك ، ومتسامحاً مع من يخطئ بحقك ، ومثالياً في طرحك وكتاباتك.. عندها أعلم أنك بخير حيث لازلت بكامل قواك العقلية !! ولكن عندما تسلم عقلك لغيرك ، فأعلم أنك دخلت في عالم المجهول ، بعد أن فقدت عقلك وأصبحت رهيناً للآخرين دون أن تعلم أن هناك من سيملي عليك أجنداته من جهة ويلوح بكل إغراءاته من جهة اخرى! ربما يسيرك عقلك في البداية بعد أن اكتملت كل المقومات المدروسة لدخولك عالم المجهول بإرادتك دون ان تعي أو تدرك مصيرك والهدف من تبسيط الأمور لك حتى انضمامك وتسليم مفاتيح عقلك ، لتكون هنا الطامة الكبرى حيث الشفرة السرية لتلك المفاتيح في يديهم لتصبح رهين الإشارة تكتب ما يتم املاؤه عليك وتتحدث وفق الاجندة المرسومة لك حتى وان كانت ضد بلدك أو ضد ولاة امرك !! وأصبحت تتصرف دون شعور وبلا مسئولية، مقيداً دون حرية لرأيك حتى تتغلغل لتقبع في قفص الحزبية !! وهنا تحقق الهدف من تملك عقلك ، وربما تكون هناك خطوات أشد خطورة عليك وحياتك بل ومستقبل أسرتك عندما تفكر بالفرار والخروج من هذا القفص بعد ان ضاقت بك السبل وأصبحت بلا هدف ! مختصر مفيد: ما أقبح الانسان عندما يكون عصياً لوطنه واهله في كل شاردة وواردة.. وما أرذل الانسان عندما يفقد الوفاء في حق جيرانه ، ويبيع الولاء لحزبه دون وطنه.. من الممكن ان تنتقد وطنك نقدا بناءً هادفا لما فيه الخير للبلاد والعباد بأسلوب ينم عن غيرة وحب وولاء وعشق وأنتماء ، دون أن تجرح بلادك والآخرين بكلمات تخدش الحياء وتكشف عن حقيقتك ونهجك وتوجهك !! *كاتب كويتي [email protected] @M_TH_ALOTAIBI