شهدت الليرة التركية المزيد من التدهور أمام الدولار الأميركي، بعد أن حذّر الرئيس الأميركي، دونالد ترمب تركيا، من أنها ستدمر اقتصادياً إذا شنّت هجوماً ضدّ الأكراد بعد انسحاب القوّات الأمريكيّة من سوريا، داعياً في الوقت نفسه الأكراد إلى عدم استفزاز أنقرة. وتعد الليرة التركية إحدى أسوأ العملات أداء في 2018، بتراجعات مقابل الدولار بنحو 30% ، كما تتزايد معدلات التضخم والتي بلغت أعلى مستوى له في 15 عاماً. ومن المتوقع أن يدخل الاقتصاد التركي في ركود هذا العام، حيث تتوقع وكالة موديز انكماشا ب2% ، فيما كشف تقرير صادر عن إحدى اللجان العمالية التركية عن تزايد عدد العمال المحتجين ، حيث شهدت البلاد احتجاجات في 16 قطاعا . وقالت وكالة “بلومبرج” الأمريكية، في تقرير لها إن الخزينة التركية تواجه أكبر احتياجات مالية شهرية بالنقد الأجنبي منذ عام 2011 في فبراير المقبل. والعملة التركية مرشحة لانخفاضات واسعة النطاق مقابل الدولار خلال العام الجاري، في ظل إقبال المستثمرين القلقين على الأصول الآمنة وبضغوط مخاطر متفاقمة على النمو العالمي، وفقا لآراء الخبراء. ويعاني الاقتصاد التركي من أزمة مزدوجة، حيث انخفضت العملة المحلية أمام الدولار إلى أدنى مستوياتها، وارتفعت نسبة التضخم.، وتحتاج أنقرة إلى ضخ النقد الأجنبي في البنك المركزي، بعد تراجع حاد في وفرة العملة الأجنبية داخل البنك والقطاع المصرفي. وأظهرت بيانات رسمية، أن تضخم أسعار المستهلكين في تركيا سجل 20.3% على أساس سنوي في ديسمبر الماضي، ما يعني أنه بقي فوق 20% للشهر الرابع على التوالي. وكان التضخم بلغ ذروته في 15 عاما عندما تجاوز 25% في أكتوبرالماضي وقرابة 22 % في سبتمبر السابق له.