في أحدث حلقة من مسلسل التعنت الحوثي والمراوغة في تنفيذ اتفاق السويد بشأن الحديدة، أعلنت المليشيات الانقلابية عدم رغبتها في التعاون والعمل مع الفريق الأممي الخاص بمراقبة وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، بقيادة الجنرال الهولندي باتريك كاميرت. ودعا القيادي البارز في ميليشيات الحوثي وأحد المطلوبين لتحالف دعم الشرعية، ضمن قائمة الأربعين، المدعو حسن زيد، إلى طرد الجنرال الهولندي باتريك كاميرت من الحديدة وموانئها. زيد دعا إلى إشعال القتال مجدداً، معتبراً في بيان له على “فيسبوك” أن كاميرت يحاول تسليم المدينة وموانئها للتحالف. وبينما يعتقد المراقبون أنها محاولة من الحوثيين للتغطية على سرقة المعونات الغذائية الدولية من قبل قادتها، اتهمت اللجنة الاقتصادية الحوثية في بيان، الأممالمتحدة بالتقاعس والبرود إزاء الملف الاقتصادي للشعب اليمني. ويهدف الحوثيون من خلال خطابهم الهجومي ضد الأممالمتحدة إلى محاولة تبرئة ساحتهم أمام الموظفين الحكوميين الذين أقدموا على قطع رواتبهم منذ نحو 28 شهراً، وتحويل العائدات الضخمة التي يجنيها الحوثيون من موارد المؤسسات والضرائب والجمارك وتجارة الوقود إلى دعم المجهود الحربي والإنفاق على عناصرهم وقادتهم. وفى سياق متصل كشف وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، عن إحباط مؤامرة حوثية لاغتيال فريق حكومي بقيادة مسؤول عسكري رفيع، في إعلان يأتي بعد أيام على شن الميليشيات هجوما على قاعدة العند العسكرية في محافظة لحج. وفي تغريدة على تويتر، قال الإرياني إن “قوات الجيش بدعم من التحالف (العربي) تحبط عملية إرهابية استهدفت الفريق الحكومي في اللجنة المشتركة لتنسيق إعادة الانتشار برئاسة اللواء صغير بن عزيز، عبر طائرة حوثية مسيرة مصنعة في إيران.”. وأضاف أن المحاولة تهدف إلى إفشال “تنفيذ اتفاق السويد وإجهاض جهود الأممالمتحدة والمجتمع الدولي لتسوية الأزمة”، وهو النهج الذي دأبت عليه الميليشيات منذ اندلاع النزاع الناجم عن انقلابهم على الشرعية عام 2014. وأردف الإرياني أن “هذا التطور الخطير يأتي بعد يوم من الهجوم الإرهابي على عرض عسكري في قاعدة العند”، الذي أدى إلى مقتل وإصابة “عدد من القيادات العسكرية والضباط والجنود..”، بينهم اللواء محمد صالح طماح، الذي أعلن عن وفاته الأحد متأثرا بجراحه. وتؤكد هذه التطوارت نوايا الميليشيات الحوثية الايرانية الرامية إلى “نسف اتفاقات ستوكهولم”، وفق وزير الإعلام الذي أشار أيضا، في هذا السياق، إلى “الدور الذي يلعبه نظام طهران في تأجيج الصراع في اليمن والمنطقة”. وكشف الإرياني أنه “تم اعتراض الطائرة الحوثية المسيرة المصنوعة بإيران وهي محملة بمواد شديدة الانفجار، وتم تفجيرها قبل وصولها إلى مقر سكن الفريق الحكومي المشارك في اللجنة المشتركة بالدريهمي، في تمام الساعة السابعة والنصف صباحا”. وكانت المليشيا الانقلابية قد مارست العديد من العراقيل أمام تنفيذ اتفاق السويد ورفضت بشكل متكرر الانسحاب من مدينة وموانئ الحديدة، إضافة إلى مواصلتها الخروقات المتعددة للهدنة هناك. هذا فيما كشف تقرير حكومي رسمي عن مقتل 37 شخصا وإصابة 312 آخرين، جراء الخروقات الحوثية لقرار وقف إطلاق النار بمحافظة الحديدة. وقال تقرير صادر عن خلية التنسيق في مركز العمليات المتقدم بمحور الحديدة، إن مليشيا الحوثي ارتكبت 464 خرقا منذ سريان الهدنة في 18 ديسمبر الماضي حتى تاريخ 9 يناير الجاري. ونص اتفاق ستوكهولم على وقف إطلاق النار بالحديدة وخروج المليشيا الحوثية من موانئ الحديدة الثلاثة في غضون أسبوعين، والانسحاب من المدينة في غضون 3 أسابيع من توقيع الاتفاق في 12 ديسمبر الماضي. بدورها قالت منظمة أطباء بلا حدود أن جماعة الحوثي عمدت الى زرع آلاف الألغام والعبوات بين تعز والحديدة. وأوضحت المنظمة في تقرير لها انه مع اشتداد المعارك مطلع العام2018 على طول خطوط المواجهة بين محافظتي تعز، والحديدة تم زرع آلاف الألغام والعبوات المتفجرة يدوية الصنع بين الطرقات والحقول في المنطقة، لمنع تقدم قوات التحالف البرية. وأردف التقرير أن الضحايا الرئيسيين الذين طالتهم هذه الأخطار القاتلة لم يكونوا سوى المدنيين الذي تعرضوا للقتل أو فقدان الأطراف أو التشوهات التي ستبقى تلازمهم مدى الحياة،وأضافت ان طواقمها الطبية تجري عمليات جراحية طارئة على الجرحى المصابين نتيجة الألغام، علماً ان ثلثهم من الأطفال، ودعت المنظمة السلطات وكذلك المنظمات المتخصصة على تعزيز عمليات نزع الألغام لخفض عدد الضحايا في المناطق المدنية. وفى سياق منفصل توفي رئيس الاستخبارات العسكرية في الجيش اليمني، اللواء محمد صالح طماح، متأثرا بجراحه، بعد إصابته في هجوم شنته ميليشيات الحوثي الإيرانية على قاعدة العند الجوية بمحافظة لحج، وذلك وفقا لما أعلنه مسؤول يمني، امس “الاحد” ،وأدى الهجوم إلى مقتل 6 جنود وإصابة 4 من القيادات العسكرية، من بينهم رئيس هيئة الأركان اليمني اللواء الركن عبد الله النخعي، ومحافظ لحج أحمد عبد الله التركي، والعميد الركن ثابت جواس، بالإضافة إلى الناطق باسم المنطقة العسكرية الرابعة محمد النقيب. وأثار هجوم ميليشيات الحوثي الإيرانية على قاعدة العند في جنوب اليمن غضبا دوليا واسعا، وسط انتقادات لسعي المليشيات الدائم لخرق ما جرى الاتفاق عليه في السويد. فقد أعرب مبعوث الأممالمتحدة الخاص لليمن، مارتن غريفيث، عن قلقه من تصعيد العنف في اليمن، ودعا إلى ضبط النفس والحفاظ على الزخم الإيجابي الناتج عن مشاورات ستوكهولم واستئناف عملية السلام. ومن جهتها، تتجه الحكومة اليمنية إلى اتخاذ سلسلة إجراءات وقرارات حاسمة مع الإبقاء على كافة خيارات الرد متاحة بشأن اعتداءات ميليشيات الحوثي الإيرانية المستمرة، ومنها الهجوم على قاعدة العند. وكشف الناطق الرسمي للجيش الوطني اليمني العميد عبده مجلي عن صدور توجيهات من رئيس الجمهورية بتفعيل الجبهات في مختلف المحافظات اليمنية، منوها إلي أن العملية الإجرامية التي نفذتها المليشيا الانقلابية على قاعدة العند الجوية جنوب اليمن لن تمر دون عقاب. وأكد مجلي في حديثه ل”البلاد” التزام الجيش الوطني بوقف اطلاق النار مع الاحتفاظ بحق الرد تجاه تلك المليشيات وما تقوم به من خروقات يومية وانتهاكات متعمدة لإفشال عملية السلام . وشدد مجلي على أن الحوثي لا يزال يعمل على التجنيد الإجباري للأطفال في مناطق سيطرتها ، مشيراً إلي أنها تجبر الأهالي على تسليم أطفالهم لكي يتم إرسالهم إلي الجبهات قائلاً ” تلك المليشيات لم تكتفي بذلك وحسب بل تقوم أيضا بالعمل على غسل ادمغة الأطفال في المدارس ومن ثم تقوم بإرسالهم الى مختلف الجبهات”. في غضون ذلك استهدف الجيش اليمني تعزيزات لمليشيا الحوثي الانقلابية وفي مديرية مقبنة،وقال قائد جبهة مقبنة العقيد مفضل الحميري” للبلاد ” ان قوات الجيش استهدفت اطقما عسكرية ومعدات عسكرية ومواقع تجمع للمليشيا في “الكبب” و “الكويحة ” وعزلة ” العبدلة” في مديرية مقبنة”.