على النقيض تماماً من حال الكثير من دول العالم التي استقبلت العام الجديد بالاستعداد لتنفيذ خطط وسياسات تهدف لتحقيق الرخاء والتنمية لشعوبها وتعزيز العلاقات البناءة مع الدول الصديقة والشقيقة، استقبلت قطر العام الجديد بشكل مختلف، حيث واصل إعلامها حملات التحريض والافتراءات والأكاذيب ضد الدول الداعية لمكافحة الإرهاب والتدخل في شؤونها، بل والدعم العلني للإرهاب عبر استضافة قيادات الإخوان الهاربين والترويج لأنشطة الجمعيات المصنفة إرهابيا في أول أيام العام الجديد. وكانت جريدة "الشرق" الموالية لنظام الحمدين قد أصدرت امس "الخميس" ملحقا خاصا تحت عنوان "عام المقاطعة"، وأفردت فيه عددا من صفحاتها للترويج ل"جمعية قطر الخيرية" المدرجة ضمن قوائم الإرهاب في عدة دول عربية. وفي إطار الدعم المتبادل بين قطر وجماعة الإخوان الإرهابية، استضافت الجريدة على صفحات الملحق 3 شخصيات مصرية من قيادات الجماعة الإرهابية الهاربة والمقربين منها، للترويج لسياسات نظام الحمدين في مواجهة الدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب، وهم: عمرو دراج ومحمد محسوب ومحمد الجوادي، تغنوا فيها بتعنت قطر في الاستجابة لمطالب الدول الأربع المقاطعة لها، لا سيما أن تنفيذ تلك المطالب يعني قطع التمويل القطري عنهم. هذا فيما كشف الإعلامي الأردني المقيم في بروكسل، مالك العثامنة، والذي كان قد تولى إدارة تحرير المجلة التابعة للجمعية في تسعينيات القرن الماضي، في مقال له على موقع قناة الحرة الأمريكية، أن عضو مجلس إدارة الجمعية الحالي ورئيسها السابق عبدالله الدباغ كان يتفاخر بأنه من الذين قاتلوا مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في أفغانستان. وسبق أن كشف موقع "دوروز" الفرنسي، المتخصص في التحقيقات الاستقصائية، عن جريمة جديدة لما يُوصف ب"العمل الخيري القطري"، وهو قيام المؤسسة بعمليات ابتزاز جنسي للسوريات مقابل توزيع المعونات عليهن، مستغلة وقوع بعضهن تحت طائلة الفقر خلال الحرب الدائرة في بلدهن. وأضاف الموقع، في تحقيق نُشِر في مارس الماضي، أن "النساء اللائي في غاية الفقر في مخيمات اللاجئين في سوريا أُجبِرن على الاستسلام بتقديم خدمات جنسية مقابل الحصول على معونة المؤسسات المدعية الخيرية، من بين هذه المؤسسات التي تعرض تلك الصفقات القذرة (قطر الخيرية)". أما الجزيرة القطرية فواصلت في 2019 حملاتها وافتراءاتها وأكاذيبها ضد الدول الداعية لمكافحة الإرهاب عبر تخصيص نشراتها وبرامجها للإساءة لتلك الدول، حيث واصلت حملة التحريض ضد المملكة والتدخل في شؤون مصر والبحرين بتغطيات سافرة داعمة للإرهاب، والإساءة للإمارات وتزييف الحقائق بشأن القضايا الداخلية لتلك الدول وسياساتها الخارجية، خصوصا في اليمن وسوريا وليبيا، حيث تقف الدول الأربع بالمرصاد لمحاولات نظام الحمدين دعم الحوثيين والإرهابيين وإحباط مخططاتهم. وكان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور بن محمد قرقاش قد توقع أن يشهد عام 2019 استمرارا لأزمة قطر، نظراً لعدم حدوث تغييرات كبيرة في "توجهاتها المخربة". وقال قرقاش، في تغريدة على حسابه ب"تويتر": "في تقديري أن مقاطعة قطر مستمرة في 2019، لأنها مرتبطة بتغييرات واجبة في توجهات الدوحة المخربة". وأردف: "سيستمر الفشل القطري في فك الإجراءات المتخذة ضدها رغم التكلفة الباهظة، الموقف القطري يحركه الأمير السابق وعبره يدافع عن إرث أوقع الدوحة في مأزقها". ومع بداية عام 2019 تكمل قطر نحو 19 شهرا من العزلة الإقليمية والدولية، شهدت خلالها أزمات وخسائر غير مسبوقة، كثمن لمغامرة الدوحة في دعم الإرهاب. وعلى مدار عام 2018، فوتت قطر الفرصة تلو الأخرى للعودة إلى الصف العربي والخليجي، واستمرت في سياساتها المستهجنة دوليا، فعمقت أزمتها، وزادت عزلتها، وتفاقمت مشكلاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكثرت فضائحها، وتراجعت في جميع المؤشرات للخلف.