في وقت نقلت فيه وسائل إعلام حوثية عن المتحدث العسكري باسم المليشيا الانقلابية أنهم بدأوا إعادة الانتشار من ميناء الحديدة، وفق اتفاق ستوكهولم؛ كذبت مصادر في الحكومة اليمنية تلك الأنباء، متهمةً ميليشيات الحوثي بالتعنت والتهرب من تنفيذ اتفاق الحديدة، المتمثل في انسحابهم من ميناء الحديدة والمدينة، بالتزامن مع إعادة انتشار القوات الحكومية شرق المدينة، وفتح الممر الإنساني عبر طريق كيلو 16 باتجاه صنعاء. يأتي هذا التكذيب الحكومي ردا على تصريح المتحدث العسكري للانقلابيين قال فيه: “بناء على ما نص عليه اتفاق ستوكهولم، وتنفيذا لتوجيهات القيادة، فقد بدأت قواتنا منذ ليلة أمس تنفيذ المرحلة الأولى من إعادة الانتشار من ميناء الحديدة”. ونقلت سكاي نيوز عربية عن مصادر حكومية قولها: إن الحوثيين يماطلون في الانسحاب، ويعززون من تواجد ميليشياتهم في المواقع التي من المفترض أن ينسحبوا منها، خصوصًا ميناءَي الحديدة والصليف، فيما ترى المصادر الحكومية أن “تحركات الحوثيين الأخيرة تدل على عدم جديتهم في تنفيذ الاتفاق والالتفاف عليه”. وكانت لجنة إعادة الانتشار قد عقدت سلسلة اجتماعات بحضور ممثلي الحكومة والحوثيين في مدينة الحديدة، إلا أن الحوثيين مارسوا ضغوطا على لجنة المراقبين الدوليين لإلزام الجانب الحكومي فتح خط الحديدة-صنعاء، الأمر الذي استجابت له الحكومة رغم عدم وروده في اتفاق ستوكهولم. وكانت الأممالمتحدة قد أعلنت في وقت سابق أن الأطراف اليمنية وافقت على البدء في فتح الممرات الإنسانية المغلقة، وذلك كإجراء لبناء الثقة وتنفيذ الاتفاقات التي خرجت بها مشاورات السويد. وقالت الأممالمتحدة، في بيان على موقعها الإلكتروني، إنه سيتم في البداية فتح طريق الحديدة-صنعاء، تتبعها طرق أخرى على مراحل. في غضون ذلك صعدت مليشيا الحوثي الانقلابية، من وتيرة خروقاتها للاتفاق وقف اطلاق النار في الحديدة، حيث استهدفت بصاروخين مواقع ألوية العمالقة. وقالت ألوية العمالقة، في بيان مقتضب، إن المليشيا الحوثية أطلقت صاروخين من طراز جراد على مواقعها بالقرب من كيلو 16 شرق مدينة الحديدة. كما حاولت مليشيا الحوثي التسلل إلى أمام مواقع ألوية العمالقة في خط كيلو 16، من أجل زراعة الألغام في طريق مرور القوافل الإغاثية، وفقا للبيان. ويتزامن التصعيد الحوثي مع تواجد فريق دولي لوقف إطلاق النار برئاسة الجنرال مارتن باتريك. وكان التحالف العربي كشف في وقت سابق أن خروقات المليشيا الحوثية لقرار وقف إطلاق النار منذ دخوله حيز التنفيذ، الثلاثاء قبل الماضي، بلغت 190 خرقا. وفي صعدة قصفت مدفعية الجيش الوطني، تعزيزات لمليشيا الانقلابية، في أطراف مديرية باقم شمالي غرب محافظة صعدة. واستهدف القصف تحركات لعدد من آليات المليشيا الحوثية كانت في طريقها لتعزيز عناصرها في الجبهة، مما أسفر عن تدمير عدد من تلك الآليات، ومصرع واصابة كل من كان على متنها. وكانت قوات الجيش الوطني قد أحبطت الخميس الماضي محاولة تسلل لعناصر المليشيا في المديرية ذاتها. ونقل موقع سبتمبر نت التابع لوزارة الدفاع اليمنية عن أركان حرب محور علب العميد أديب الشهاب قوله ” أن عناصر من المليشيا حاولت التسلل باتجاه القرى المحادية لتبة الفستان وتبة الحصن، بهدف زرع الألغام. وأكد العميد الشهاب أن قوات الجيش أفشلت محاولة المليشيا، وأجبرتها على التراجع، بعد أن تكبدت قتلى وجرحى في صفوفها. في سياق متصل تمكنت فرق نزع الألغام التابعة للجيش الوطني اليمني، من نزع مئات الألغام وتفكيك العبوات الناسفة التي زرعتها مليشيا الحوثي في الخطوط الرئيسية والفرعية على الطريق الرابط بين الحديدة وصنعاء وطرق أخرى مؤدية إلى مدينة الحديدة. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية من مصدر مسؤول في ألوية العمالقة التابعة للجيش الوطني اليمني: إن فرق نزع الألغام بدأت أعمالها تمهيدًا لعودة الحياة لمدينة الحديدة وتسهيل حركة مرور بعد انسحاب مليشيا الحوثي الانقلابية من المدينة وموانئها. وذكر المصدر، أن فرق الجيش تمكنت من نزع المئات من الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها المليشيا في مداخل مدينة الحديدة بهدف فتح طرقات آمنة للمرور إلى مدينة الحديدة في حال نفذت مليشيا الحوثي التزامها بالانسحاب من المدينة ومينائها.