لم يتصور أهالي 4 مراكز تابعة لمحافظة أملج، وهي: (الشدخ ، وصروم ، ومرخ، وعمق ) أن الطرق التي قامت بسفلتتها البلدية لقراهم، منذ سنوات، ستتحول إلى معاناة مزمنة، استعصى حلها لأكثر من ثلاث عشرة سنة ، في الوقت الذي أكد فيه رئيس بلدية أملج المهندس ناجي الغبان، أن الطرق تقع خارج النطاق العمراني، ولا تتوفر لها اعتمادات مالية لصيانتها، وذكر الأهالي أن إدارة النقل والطرق رفضت استلام الطرق؛ بسبب المواصفات. خلاف بين جهتين، لم يجن منه الأهالي إلا استمرار المعاناة، وإطالة عمرها، ففي كل عام، تتمزق أكثر وأكثر؛ بسبب السيول الجارفة التي حولتها إلى قطع إسفلتية متباعدة، تربطها مع بعضها البعض ردميات ترابية متواضعة، تحتاج هي الأخرى إلى ردم الحفر التي تتخللها والمطبات التي أتلفت سيارات الأهالي، أثناء عبورها ، مثيرةً الغبار الذي يُشكل في النهاية سحبا حاجبة للرؤية، ومسبباً مشاكل صحية لمرضى الربو والحساسية.. ولازال الأهالي يتساءلون.. إلى متى؟! المواطن حامد دخيل اللهأكد أن طريق مرخ يخدم ثلاث قرى كبيرة، هي فشيغ ومرخ ومنه الى العنبجة، والسيول مزقت الإسفلت عقب إنشائه بفترة قصيرة، وفي كل عام تقتطع السيول أجزاء منه ،وتتسع الفجوة وتكبر المعاناة، ويعالج بطرق متواضعة، عبارة عن ردميات ترابية تتحول مع الوقت إلى حفر ومطبات، والطريق يمر بوسط الوادي، وتعبر من خلاله السيارات والشاحنات التي تذهب إلى محاجر التنقيب عن مواد خام الإسمنت، فتثير الأتربة والغبار عند مرورها مع القطع الترابية، ما يحدث سحابة كبيرة من الغبار تحجب الرؤية ويتضرر منها الأهالي وتثير مشاكل صحية لمرضى الربو والحساسية والأطفال ، أيضا يتعرض طريق مرخ إلى رمال زاحفة تغلقه بين الحين والآخر؛ لذا نتمنى من وزارة النقل والطرق أن تضع حدًا لهذه المعاناة الطويلة، فالطريق يخدم قرى وهجر كثيرة، بها مراكز إمارة، ومدارس بنين وبنات ومراكز صحية وكثافة سكانية، جديرة بالاهتمام. ولفت إلى أن محافظة أملج شهدت في السنوات الأخيرة تدفق الكثير من السياح، بعد إعلان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مشروع البحر الأحمر، الذي سينفذ على جزر أملج، وحينما يتجول السياح في هذه المناطق لاستكشافها، يتفاجؤون بالوضع الراهن لهذه الطرق المتمزقة، التي لا تعكس ما تبذله الدولة، حفظها الله ، من جهود لخدمة المواطنين وتنمية المدن والقرى. من جهته، يقول المواطن سعود عوادة العرد: إن طريق “عمق” ، يخدم القرية المأهولة بالسكان، وبها مركز إمارة ومدارس بنين وبنات ومركز رعاية صحية ، إلا أنه أصبح ضحية لمياه الأمطار، فقد مزقته السيول ولا يكاد أن يكون له أي وجود ، فمنذ إنشائه، لم يتم عمل صيانة له، سوى ترقيعه بقطع ترابية، فوزارة الطرق والنقل، ترفض مسؤوليتها عنه ، وأهالي قرية عمق يعانون الأمرين من الطريق المقطع، الذي أهلك سياراتهم، رغم أنه يعد الشريان الوحيد للقرية والهجر التابعة لها ، وهنا أتساءل.. متي يتم إصلاح هذا الطريق والاهتمام به لخدمة المواطنين، في ظل ما نعيشه من اهتمام من أمير منطقتنا، صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان، الذي قال في إحدى زياراته لمحافظتنا أملج: ( يجب أن ينعم المواطن بالخدمة دون عناء البحث عنها، مؤكداً على الاهتمام بإيصال الخدمات للقرى والمراكز والهجر ) لاسيما أن الطرق تقف على رأس الخدمات التي يحتاجها المواطن . أما الشاعر ناصر المحياوي، فأكد أن طريق صروم شهد مع الأمطار الأخيرة أضرارا كبيرة، إضافة إلى وجود منعطف خطير غالبا، ما يسبب الحوادث، ولاتوجد تغطية لشبكة الجوال بالطريق بشكل كامل، فحينما يقع حادث مروري، نجد صعوبة في التواصل على أرقام الطوارئ، ما يسبب تأخر فرق الإنقاذ، وقد حصلت حوادث سابقاً في المنعطف، ونتجت عنه حالات حرجة، فهو يحتاج إلى معالجة، وإعادة سفلتة الأجزاء التي مزقتها السيول. ويقول المواطن ناير الفزي: إن طريق الشدخ تحول إلى أشلاء متباعدة، والبلدية تعتذر بعدم وجود ميزانية، ولم نجد حلا من إدارة النقل والطرق بتبوك، وأملنا كبير في محافظ أملج زياد البازعي، الذي يبذل جهودا حثيثة لمتابعة هذه المشكلة، بين الجهات المعنية، وله دور كبير في إعادة فتحها بعد الأمطار الأخيرة ، وأكد الفزي، أن من يعبر الطريق ليلاً يشعر بالاكتئاب؛ من كثرة التقطعات، وفقدان وصلات الأسفلت من حين الى آخر، وان تجاوزتك سيارة تخشى أن تضل الطريق من الغبار الذي تحدثه أمامك، إن كنت لاتعرف الطريق.. فإلى متى سنظل نعاني مع هذه المشكلة، التي ضقنا بها ذرعاً. خلاف بين وزارتين .. والضحية المواطن وذكر عدد من المواطنين، أنهم تقدموا بشكاوى، وأُفهموا أن تلك الطرق خرجت عن صلاحيات البلدية؛ كونها لا تقع داخل النطاق العمراني وإدارة الطرق والنقل لم تستلمها؛ لأنها لا ترتقي لمعاييرها، وكأن لسان حالهم يقول: (لاطريق ولاسلامةً منه) فعلى حد قولهم: لا النقل والطرق استلمت هذه الطرق، وقامت بصيانتها ولا اعتبرتها غير موجودة أصلاً، واعتمدت طرق جديدة لقراهم، وإنهاء معاناتهم مطالبين وزارة النقل والطرق، أن تنظر في مشكلتهم، وتضع لها حلا، فقد بلغ بهم الانتظار مبلغه، والصبر منتهاه. رد بلدية أملج من جهته، أوضح رئيس بلدية أملج المهندس ناجي بن رمضان الغبان، أن هذه الطرق نفذتها البلدية في وقت سابق، قبل أكثر من 13 سنة بمواصفات وإمكانيات محدودة؛ تلبية لمطالب الأهالي، حيث اعتمدت لها ميزانية مستقلة آنذاك، رغم وقوعها خارج النطاق العمراني، الذي اقتصرت صلاحيات البلدية في إطاره ، وأضاف: إنه لم يتم اعتماد أي مبالغ مالية لصيانة وإصلاح تلك الطرق، التي مزقت الأمطار أجزاء كبيرة منها، وعند تضررها من السيول، وزحف الرمال تقوم البلدية بجهودها الذاتية؛ لإعادة فتحها وتمهيدها خدمة للمواطنين لافتا إلى أن الطرق مابين المحافظة والقرى من مسؤولية وزارة النقل والطرق، وجرت مكاتبات بين الجهتين، لتتولى الطرق والنقل صيانتها، إلا أن استلامها لازال معلقاً من قبلهم. “البلاد” حاولت الاتصال بمدير عام الطرق والنقل بمنطقة تبوك، إلا أنه لم يرد على الاتصال، ولا على الرسائل النصية.