أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم المسلمين، بتقوى الله حق التقوى، والاستمساك من الإسلام بالعروة الوثقى . وقال في خطبة الجمعة التي القاها أمس : إن رقي المجتمع المسلم العربي وجِلاء هويته يكمنان في اعتزازه بدينه وتمسكه بلغته؛ فإن دين المرء ولغته هما أساس للانتماء الحقيقي وقطبان،فالدين قلبه واللغة لسانه،ولما كان اللسان رشاء القلب وبريده فإن اللغة فرع عن الدين المبني على الكتاب العربي المبين، وسنة أفصح من نطق بالضاد سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ،ومن المقرر بداهة أنه لا توجد أمة دون لغة،ولا لغة دون أمة،وإن شرف اللغة العربية لغة الكتاب العربي المبين بين اللغات كشرف دين الإسلام بين الأديان،وإذا كان نورَ فؤاد الأمة دينُها فإن نور لسانها لغتها العربية؛لأن اللغة العربية لغة قرآن وسنة،لغة عبادة وعلم،وفكر وأدب،وثقافة وحضارة وسياسة،وهي لسان مشترك يجمع أكثر من مليار ونصف المليار مسلم على وجه الأرض،لا يقرأون القرآن إلا بها مهما نطقوا بغيرها. وأضاف فضيلته يقول :” ألا فاعلموا رعاكم الله أن المرء مهما قلب بصره وأرخى سمعه فلن يجد أعذب من اللغة العربية،ولا أمتن منها ولا أعمق،ولن تستطيع لغة في الوجود مقاربتها فضلا عن مجاراتها،بل إن كثيراً من لغات العالم تحوي كلمات ذاتَ أصل عربي،كيف لا وقد تميزت بحروف متكاملة،مصنفةٍ على مخارج نطقها من الحلق إلى الشفتين،يضاف إلى ذلكم تميزها بسبعة أحرف لا توجد في لغة أخرى غيرها،وهي الضاد والظاء،والعين والغين،والحاء والطاء والقاف،ولا غرابة في ذلكم فإنَّ اللغة العربية تَرِكة ماض أصيل،وغِنَى حاضر مشرق،وميراث مستقبل مشرئب،وهذه الأزمنة الثلاثة ليست إلا أعمار الأُمم المسطرة عبر التاريخ؛لذلك شرف بها كثيرون ممن ليسوا من أهلها أصلا ممن كان لهم السبق في بناء صرحها البديع. وقال فضيلته :” إنه ليخشى على لسان كثير من أهل الأمة العربية من العجمى،وإن الأمة إن لم تعط لغتها أولوية ظاهرة لتعيدها إلى كونها لغة سائدة، فإنها عرضة دون ريب لأن تكون لغة متوارية أو شبه متوارية،وإن لم يفلح الناطقون بها ومعلموها في إحسان عرضها، وبيان أثرها، وقدرتها على المواكبة والاستيعاب،وتجديد وسائل الترغيب إليها،إنهم إن لم يقوموا بذلك كله فإنها ستتحول من لغة جاذبة إلى لغة طاردة.. وفي المدينةالمنورة، أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح بن محمد البدير، أن شرف المرء أدبه. وقال الشيخ البدير في خطبة الجمعة أمس :” إن الأدب استعمال ما يحمد قولا وفعلا، والأدب فعل الفضائل وترك القبائح والأدب تعظيم من فوقك والرفق بمن دونك والأدب الأخذ بمكارم الأخلاق.