(لم أشعر يوماً أنني لست على حق، بدليل أنه لم يكن هناك من يخالفني الرأي، إلا في ستين في المئة أو أكثر بقليل ممن أجادلهم، وأغلبهم من وجهة نظري لا يرتقون ليكونوا بنفس تفكيري، فأنا شخص متعلم ومثقف أستطيع فهم الأمور على الوجه الصحيح، بعكس أولئك الذين لم يحالفهم الحظ في الوصول إلى مفهوميتي ورجاحة عقلي، هه.. لا أعلم لما يزعجكم قولي هذا عن شخصي..!).. لعلنا نقع في الكثير من الخلافات فيما بيننا لأننا وبالرغم من ما نتحصله من علم ومعرفة نبقى على إصرارنا على رأينا الشخصي، ونضرب برأي البقية عرض الحائط، تعمقنا في مفهومنا للتقدير الشخصي إلى أن أصبح من يعارضني في الرأي هو بمثابة شخص لا يفهم، وبعيد عن مستوى الثقافة والفكر، ننظر لأنفسنا بنظرة المتمّكن، ونهدي للجميع نظرات الاستخفاف، فلا نكاد نبلغ مرتبة من هذا العلم الذي ندعي إلا وقد لامسنا السماء من هول مالحق بأنفسنا، فلا نتنازل للحصول على معلومة مهما كان حجمها ممن هم أقل منّا درجة، مع أن مقدار الأقل هذا لسنا أصحاب القرار فيه، فلا نستطيع القول أقل علماً،أو أقل سناً، أو أقل مكانة، في النهاية ففي القليل أحياناً قوة ولو أعجبنا كثيرنا، في إحدى المقابلات الوظيفية كان السؤال موجها لسيدة قد تجاوزت الخمسين، وفي قانون الوظائف هذا الرقم تعدى المسموح به وليستعد صاحبه لنهايته. (في تهكم ممن تجري المقابلة) ما الذي تستطيعين تقديمه لشركتنا بعمرك هذا؟ وهل ستتحملين أن تكون مديرتك أصغر منك في السن؟ (تعجبت السيدة أولاً من السؤال وثانياً من سطحية صاحبة السؤال إلا أنها أجابتها برد فاجأها) سأقدم ما تستطيعين أنت تقديمه في عمرك هذا المقارب لعمري مع اختلاف بسيط أنا روح جديدة في المكان وأنت نضبت أفكارك، أما عن مديرتي فمديرتي الحالية هي أصغر مني في السن أتعلم منها الجديد وتتعلم مني الخبرة، ولديها وعي أكبر بقيمة الأشخاص.. (في ابتسامة جوفاء)أعذريني سأنصرف. ليتنا ننزل الأشخاص منازلهم بعد أن ننزل نحن من أبراجنا العالية للتواصل على تويتر وفيس بوك eman yahya bajunaid