إنها حقيقة.. فكثيراً ما نضع نصب أعيننا وفي أذهاننا أن نتعامل مع الصغار على أنهم صغار في كل شيء، بل نبقي عليهم في حالة الصغر تلك ماداموا أصغر منّا، وهذا الاعتقاد يجعلنا نغفل أموراً لا نتوقعها يأتي بها هؤلاء الصغار لم نكن يوماً سنصل إليها بدونهم. من خلال من قابلتهم منهم أقول.. بأني اكتشفت أمر عظيم، وهو.. أننا ومع ما تُرك في عقولنا من مورثات أصبحنا ننظر إليها كمسلمات لم نعد نفكر خارج ذلك الصندوق الذي طالبنا الجميع بالتفكير خارجه، واعتبرنا المستحيل أمر وارد في العديد من تجاربنا التي تعاملنا معها وفقاً لهذا الموروث، فلم نتقبّل فكرة أن يأتي إلينا من هم أصغر سناً ليعلمونا ما نجهله وهو.. أن ليس هناك مستحيل إلا مالم يكتبه الله لنا وما دونه ممكن.. فهم بعضنا الرسالة وقام بفتح الباب قليلاً، واستقبل ما يفكرون فيه خارج دائرته المغلقة، فأقترب أكثر وتعلم لغة جديدة فهمهم بها وفهموه هم أيضاً. أما أنا فقد فهمت الدرس جيداً، لم أعد أستنكر رفض ابنتي لسلطتي التي أتحدث بها إليها، ولا توضيح طفلي ذي الأربع سنوات لما كان يقصده من تصرفه، تعايشت مع قناعاتهم فيما يرتدون وما يقرأون وما يسمعون، ادركت ما يحاولون الوصول إليه، وقررت أن أتقبل منظورهم للأمور، فلم أتعالى على أن يكون رئيسي في الفريق بنصف عمري، ولا مديرتي إحدى طالباتي، فأنا على يقين أنني سأتعلم قانون آخر لم أحصل على علمه في دراستي، لأن المنهاج الذي كانت عليه دراستي لا تصلح لهذا الزمان. تعبنا ونحن نقول ما هذا لم تغيرت المناهج.؟ ولم المحصلة العلمية أصبحت أقل عند الطلبة.؟ مع أننا لو نظرنا بمنظار أكثر دقة، وسواء اعترفنا أو لم نعترف نرى نماذج ابدعت وأظهرت العلم والمعرفة بطريقة خلاّقة لم يسبق لها الظهور من قبل، فعلمتنا ما لم نتعلمه من الكبار. إذا لكل زمان آذان كما يقولون، ولكل جيل طريقته في تلقي التجارب العلمية والحياتية، ويجب علينا أن ندرك أنه ليس هناك ضرر من أن نأخذ العلم من الصغار. للتواصل على تويتر وفيس بوك eman yahya bajunaid