وأنا أدير مؤشر راديو، إذاعة صوت العرب، هذا الرصيد الأوفر، من المتابعين والمستمعين لشريحة كبيرة، من النخب الثقافية والأدبية، لذلك الزمن الجميل لجيل الستينات وما قبلها وما تلاها، لهذه الإذاعة التي ارتبطت بحياة البسطاء، حين تسيِّدت تلك الفترة الذهبية بلا منازع، وأعود لمساء السبت الماضي، في الساعة العاشرة بتوقيت المملكة، حيث فاجأني صوت الدكتور غسان بن محمد عسيلان، عميد مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لحوار الحضارات المعاصرة، بجامعة الإمام محمد الإسلامية بالرياض. وبالرغم من معرفتي بتخصصه في اللغة الإنجليزية، كونه مذيعا متعاونا سابقا مع القناة الثانية السعودية، لجانب عمله الأكاديمي عضوا لهيئة التدريس بقسم اللغة الإنجليزية، قبل تكليفه بعمادة المركز، فالمفاجأة تمثلت بأن الأرض تتكلم عربي، كحقيقة ثابتة غير قابلة لكي تُجيِّر لأي لغة حية أخرى، ويبدو أن الأمر قد رُتِّب سلفا، منذ زمن الخليل بن أحمد ورفاقه، ولو علموا ما الذي حدث للعربية بعدهم، لكان لهم رأي آخر، الجميل أن ضيف اللقاء الإذاعي، حلَّ ضيفا على برنامج “بالعربي”، بإذاعة صوت العرب، وهو ما يُسجَّل باعتزاز لهذه الإذاعة الشامخة دوما، بكافة أطقمها الفنية والإدارية ومذيعيها ومعدي برامجها. والتي لازالت تحتفظ بأكبر رصيد جماهيري، من المستمعين كظاهرة تؤكد أنها غير مسبوقة، وسط هجمات شرسة من القنوات الفضائية، كون بعضها لم يرتق لذوق المستمع والمشاهد العربي، ولعل الدكتور لمياء محمود كرئيسة لشبكة صوت العرب، لديها ما يقنعننا كمتابعين عن سر هذه النجاحات المستمرة، وإن لم يكن سراً أذاعته لي ذات صباح، بأنها تسعى جاهدة مع رفاق دربها من كبار المخرجين والقيادات الإعلامية، باستديوهات ” ماسبيروا ” بحثاً عن الحصول على ميزانية كافية، لتغطية ساعات البث وانتاج البرامج الإذاعية والوثائقية. أجاد الدكتور عسيلان في حواره عن الحدث العالمي الذي تحقق بحمد الله لموسم حج هذا العام 1439ه 2018م، وتبادل مع المذيع المتألق محمد عبدالعزيز، بالانتقال عبر محاور اللقاء بترابط عجيب، وتسلسل منطقي جعل المستمع يتابع تفاصيل، هذا الإنجاز الإسلامي الحضاري، الذي تقوده المملكة وتضع كل امكانياتها من أجله، وأن وراء ذلك الإنجاز قيادة حكيمة، وجهودا مضنية لكافة قطاعات الدولة، ترحيبا وخدمة لضيوف الرحمن، يقف على متابعتها ويباشر مراحلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لحظة بلحظة وهو ما يؤكده حفظه الله في لقاءاته مع المعنيين من الوزراء ورجال دولته، وكبار الضيوف من حجاج بيت الله الحرام، في اللقاء السنوي المعتاد في مشعر منى. ولقاء الدكتور عسيلان مع برنامج ” بالعربي ” تناول أيضاً رؤية المملكة 2030، وأهم الأسس التي بنت استراتيجياتها عليها، والتي يشرف على متابعة إنجازات مراحلها، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وسموه يسابق الزمن بحيوية الشباب وكفاءة القائد الملهم، القادر بعون الله على صناعة أمل الوطن وتحقيق أحلام وأماني المواطنين السعوديين، في مستوى تطلعات القيادة السعودية، وبحكمة رجل العطاء سلمان الحزم والعزم. وفي ختام هذا المقال لابد من تهنئة الدكتور عسيلان، والذي اقتطع جزءاً من وقت إجازته العائلية، في قاهرة المعز ليتحدث بثقة المحب لوطنه وقيادته، ويسهب في حديثه عن إنجاز حققته المملكة، كأهم الواجبات المناطة بها إسلاميا، كقبلة الإسلام الأولى، عبر منبر إعلامي تاريخي لإذاعة صوت العرب، والشكر أيضا لصحيفة الأسبوع المصرية التي تابعت نشر اللقاء، ولصحيفة أنباء السعودية ولرئيس تحريرها، الأستاذ يحي شريفي الإعلامي المخضرم، الذي وجه بالنشر وإبراز أهم فقرات اللقاء الإذاعي.