لكل رحلة نقوم بها بداية ونهاية، تبدأ منذ التخطيط للقيام بهذه الرحلة وتنتهي عند الوقت المحدد لنهايتها، بصرف النظر عن قيمتها وما تحققه لنا من أهمية قد يترتب عليها منظرونا للحياة. إلا رحلة البحث عن النفس ومكنوناتها.. فهي بلا بداية واضحة لها ولا نهاية.. تأتي في اللحظة التي نكون فيها قد بدأنا في طرح الأسئلة على أنفسنا، وتكثر علامات الاستفهام حولنا، وننتهي إلى نتائج عديمة الحل.. كما في بعض معادلات الرياضيات، إلا إذا سخّر الله لها من النوابغ من يأتي بحل لم يسبقه غيره، وأولئك نادرون، أما البقية.. فليس أمامهم سوى المضي في الرحلة مع اليقين "باللا نهائية وما بعدها" على حد قول ( البطل باذ ). من يعتقد أن لهذه الرحلة نهاية فهو واحد من اثنين.. إما شخص وصل بالزهو لنفسه فأصبح مصابا بالنرجسية الخادعة التي تصور له أنه على يقين بما هو عليه، وهو في الواقع غير مدرك لحقيقته.. أو متخاذل ينظر باكتفاء لما لديه، ويعتقد أن ما وصل إليه من معرفة بذاته هو القدر الكافي وليس هناك من مجال لظهور أمور أكبر، فهو ينظر بالحد الأدنى مما يمكن أن يكون عليه.. وبين هذا وذاك تكمن حقيقة جميلة، وهي.. أن من متع الدنيا أن تكتشف أنك لا تعرف حقيقتك جيداً، وأنك مستمر في البحث وأنت على متن الرحلة، وتصادفك في كل خطوة أمور مفاجئة عنك، قد تسوؤك أحياناً.. وأخرى تجعلك فخوراً بما أنت عليه، فيلعب عنصر المفاجأة دوره المهم في جعل الرحلة أكثر إثارة ومتعة.. هل تعرفني..؟ لا أظن فأنا نفسي لم أعرفني..! ولأنك لا تعرفني بالقدر الذي يعرفني.. دع جانباً فرض الأحكام والتوقعات، واقترب ليكتشف كل واحد منّا الآخر، قد ترى جانباً مني لم أكن لأراه لولاك، فتبهرني بقدرتك على اختراق حاجز المجهول في نفسي، وقد أعرف عنك ما يجعلني أبرر استمرارنا معاً إلى هذه اللحظة.. فحتى هذه "أعني الاستمرارية" مربوطة بالقدر الذي أتقبله منك، فكلما زاد مقدار القبول.. طالت مدة إقامتك في قلبي، وقد تتحول لإقامة دائمة مدفوعة القيمة مدى الحياة، ومن الممكن أن تستمر إلى أن نصبح على سرر متقابلين.. هل ترغب في تمديد مدة الإقامة..؟ إذا ارنُ إلى نفسك وأبحث عن مناطق الراحة عندي، لأجد بدوري مقراً آمناً أقيم فيه.. للتواصل على تويتر وفيس بوك eman yahya bajunaid