لاتناظرني بعين .. لاتقولَّي إنتَ فين لاتثير فيَّ الحنين .. بس قول لي كلمتين لاتفكَّرني حليم .. وإلاَّ عن طبعك غشيم حالي مايخفى العليم .. بس أقولَّك كلمتين لو شفى ربِّي الجراح .. توبه من عشق المِلاح .. و إن شكى قلبي وصاح .. كيف يعشق مرتين عندما كتب الشاعر الكبير ابراهيم خفاجي – رحمة الله عليه- كلماته السابقة المليئة بالعتب واللوم، كان يستجدي من المحبوب إعادة النظر في حاله، الذي آل إليه، فطالبه بعدم النظر إليه بعين النكران، ولو كان ذاك الحبيب يدرك ما يحمله قلب المحب له من وجد.. لربما أعاد النظر في الامر فعلاً، لكنها دائماً لا تنتهي هكذا، فيبقى المحب على إخلاصه للحبيب الذي رحل عنه ولن يعود. يبدو أننا لم نعد نستخدم نفس لغة العيون التي كانت في عهد الستينات والسبعينات، فقد دخلت عليها ترميمات ، لا أعلم هل حسّنت منها أم زادت المظهر بشاعة، فأصبحنا إذا أردنا أن نتخاطب بنظراتنا، لابد لنا أن ندرس لغة الجسد ونوع الالتفاتات وتحركات البؤبؤ ومقدار انحناءة العين الذي له مدلول مهم، مستندين على تفسيرات موضوعة لا نعلم ممن، ثم نختمها لدراسة دقيقة في علم النوايا، حتى نرتدي ثوب العالم العارف بخفايا الأمور، نخرج بعدها بتصنيفات للبشر تتوافق مع ما أوتيناه من العلم كثيراً، فنجزم أن هذه كانت تقصد ما أشارت إليه، وذاك تنبئ نظرته أنه بريء، فتوصّلنا إلى حل يريحنا من الأحكام الجوفاء.. وهو أن نتجنب النظر في أعين بعضنا البعض وفقدنا التواصل، فلم ندرك وقتها ما أصبحت عليه قلوبنا، بعد أن أوقفت مبعوثها الذي كان يوصل لها إشارات الحزن والفرح والرضا والود، وأحالته للتقاعد المبكر، فأسدل عليها الستار ولم تعم فقط الأبصار، بل عميت القلوب التي في الصدور..هل لهذا القلب حاجة..؟ أبحث عن بصيص النور داخلك، أيقظه من مرقده، علّه ينجي البقية، لم يعد في العمر باق، لم يعد للصبر قدرة، ولم يعد للقلب وجد.. ثم أسأله كيف ذاك الحب أمسى خبراً وحديثاً من أحاديث الجوى.؟. للتواصل على تويتر وفيس بوك eman yahya bajunaid