بعد سرد الزيارات الأسبوعية التي كان يقوم بها والدي عبدالفتاح عبدربه الى سيدي يوسف طرابلسي رحمهم الله، نكمل المشوار معكم بسرد زيارات أخرى.ارتأى الوالد ان يقسم زيارات يوم الجمعة بين والد زوجته وأخيه عمر وأخته جواهر رحمهم الله جميعاً. وتم التقسيم وجاء يوم الجمعة المبارك فتوجهنا الى منزل العم عمر عبدربه في النزلة اليمانية جنوباً لقصر خزام الذي كان يسكنه الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ،، وصلنا بيت عمي عمر، بعد ان ادينا صلاة الجمعة في مسجد الشيخ عقيل العقيل في مداين ال فهد وكعادته رحب بِنَا بابتسامته الجميلة بحكم الجيرة بينه وبين عمي عبدالله وهذا من جمال الصدف وروعة الأخوة كان سورهم واحد وبينهما باب صغير ما اذكر اني رأيته مغلق. المهم كان عمي عبدالله عنده وعمتي جواهر وستي فاطمه وخالتي نور طرابلسي زوجة العم عمر وبنات عمي عمر دخلنا الصالة التي كانوا يجلسون فيها وبدا الحوار الذي لا تتمنى ان ينتهي من جمال سرده وروعة مداخلاته والضحكات التي تصدر من القلب،،،، وليت جيل اليوم يتعلمون من آبائهم وأمهاتهم عن روعة تلك اللقاءات لما فيها من فوائد لصلة الرحم وزيادة المحبة بين أفراد العائلة. كان والدي مديرا للجوازات والجنسية وكان قسم المواليد تحت إدارة الجوازات وزي ما يقولوا أهل البلد، ضبة النجار مخلوعه فلم تكن لنا شهادات ميلاد. كان ذلك مدخلاً لي لطرح موضوع أعمارنا طالما ان كبارنا موجودون لاستحث ذكرياتهم حول هذا الموضوع. قلت يا بابا عمي وهذي الكلمة التي كانت تطلق من جميع أفراد عائلتنا على ابويا وعمي عمر ولعلها بسبب انهم متزوجين اخوات فكانت القرابه اننا عيال عّم وعيال خاله في نفس الوقت ،، قلت له هل لديك تسجيلا لتواريخ ميلادنا حينها طلب من ابنته الكبيره ثريا حفظها الله ان تحضر المصحف الذي كان يسجل فيه كل من أتولد فرفضت بنت العم إحضاره وكانت ذات شخصيه قويه فقال لها يابنت الئلب جيبي المصحف ومن عرف العم عمر فقد كان ينطق الكاف الفاً وكم كانت جميله حين تخرج من فمه نطقاً. المهم بعد اصرار منه رحمه الله جابت المصحف فوجدنا فيه تاريخ ميلاد ثريا وفتحيه وعبدالرؤوف وأنور وبثينه ودولت ونوال وبتول وسميره وسامي وزهير وسراج وحين سألته عن بقية الاسماء قال بضحكته المعهوده ئتروا يابن الئلب يعني كتروا فضحكنا جميعاً. تداخلت عمتي جواهر وروت لنا قصة العريكه ام التمر التي كانت تبدع في اعدادها في ايام البرد حيث كانت تعدها وتبدا توزيعها على بيوت اخوانها وروت خالتي نور قصصا عن زواجها حيث تزوجوا هيا وأختها زكيه على ابويا وعمي عمر في ليله واحده واستمر الزواج لمدة اسبوع كامل وكيف كانوا ينقوا اكياس الرز قبل إرسالها الى عّم بكر الطباخ . وما اجمل قصص العم عبدالله حيث كان يملك فندقا في البلد وكان ينزل قبل صلاة الجمعه للفندق ويأتون أصحابه يبشكوا عنده حتى وقت الصلاة وكان القصاص يتم امام فندقه ولمن يكون فيه قصاص ما ينزل للفندق لتجنب رؤية القصاص. كان ينضم لنا زوج بنت عمي الاخ عمر بن صادق رحمه الله الذي كان صاحب ثقافه عاليه وقال لي تذكر يامروان لمن اتزوجت بنت عمك اميمه وكان ايضا زواجا مميزا حيث جمع زواج الاخ حسن عماري رحمه الله على بنت عمي عفاف وقد أحيا حفل الزواج طلال مداح وفوزي محسون وعمر كدرس ومحمد عبده وسامي احسان وسراج عمر ،،،، كنّا أطفالا ولكننا نذكر ذلك الجمع من الفنانين الذين قامت على أكتافهم الحركه الفنيه… كل هذه الذكريات لا زالت عالقه في ذهني وذهن كل من حضرها اين نحن من مثل هذه الجمعات والزيارات التي أطالب من خلال هذا المنبر الإعلامي ان يهتم الآباء والامهات في غرسها في ابنائهم وبناتهم فمن لديه عمان او خيلان فليحرص على برمجة زايارت لهم لان فيها صلة رحم وزياده في توطيد العلاقه فلازال مجتمعنا فيه الخير والبركه. كان عمي عمر يعشق الجلسات العائليه فقد كان يجمع العائله في منتجع له في ابحر الجنوبيه ليلة الجمعه حيث كنّا صغارا ننشغل في لعب الكره في ذلك الحوش الكبير وعمر بن صادق ينشغل في إعداد اكلة السليق الذي كان يبدع في طبخها وعمي عمر يلعب البلوت مع بشكته وبنات العم يجتمعن مع بعض وكأنهن اخوات. وااااااه من تلك الأيام الجميله التي تدمع العين حين نتذكرها لفقدانها هذه الأيام رحم الله والدينا جميعا فقد كانوا مدرسه تعلمنا منهم دروساً لا تنسى وصفاتاً نحاول نقلها لأبنائنا لعل وعسى والى لقاء قادم نترككم وانتم تفكرون في آلية غرس صفة صلة الرحم في ابنائكم