يمكن اعتبار انتماء الإنسان للوطن شاملا عاما لكل الأمور التي تخصه ، فالوطن ليس حيزا جغرافيا نعيش فيه وحسب ، بل أكثر من ذلك بكثير ، وكلمة وطن أشمل وأعمُّ . الوطن تاريخ الإنسان ، وجذوره ، ومراتع أسلافه، ومخزونه الثقافي . فالانتماء إلى الوطن انتماء وولاء ، ينشأ بحكم الفطرة وسنن الله في الخلق ، فالوطن جزء من كيان الأمة ، ومحبته والولاء له والانتماء إليه ، مما تقضيه الضرورة ويدعو إليه ديننا الحنيف. إن مفاهيم الانتماء للوطن والولاء يكسب الإنسان الرضا عن ذاته مثلما يكسبه احترام الآخرين و الضرورة تحتم غرس حب الوطن في نفوس الأجيال وتعزيزها في نفس كل مواطن وإذا كان انتساب الابن لوالديه انتماء واعتزاز ، فإن الولاء للوطن والاعتزاز به أمر مشابه ينمو داخل الفرد بالفطرة حيث ينشأ مع الفرد منذ نعومة أظفاره من خلال ارتباطه بالأرض . والانتماء للوطن والاعتزاز ، يتضح بالتفاعل مع قضايا الوطن وذلك من خلال إبراز قيمه من خلال المشاركة الوجدانية للتعبير عما يكون في خدمته كالحرب على الإرهاب من خلال وسائل الثقافة من كتابة وإذاعة وفضائية وصحافة الى جانب العديد من الممارسات التي تساهم في رفع مكانة الوطن على اعتبار المواطن سفير لبلده يعكس مكانتها وقيمتها في تصرفاته وسلوكه .