عرفت مدينة جدة التاريخية الأوتيلات او الفنادق التاريخية من عهد بعيد، وقد أشار اليها عدد من الرحالة العرب والاوربيين في زياراتهم المتتالية الى مدينة جدة عبر العصور، وقد لعبت هذه الأوتيلات او الفنادق او النزل ادوارا احتماعية واقتصادية متنوعة ، وكانت خيارا مفضلا لكبار الزوار او الحجاج او المسافرين اضافة الى استخدام البيوت كنزل لهذه الشريحة من الزوار الذين وصف بعضهم احوالها، وما يقدم فيها من خدمات ومؤكولات وفرش ومنافع، وما كان يعانيه بعض من ضعف هذه الخدمات وشح المياه بوجه خاص. ولعل اهم أوتيلات جدة في الحقبة الاخيرة من تاريخها تتمثل في عدد من الأوتيلات التي كانت قائمة الى عهد قريب، وقد عاصرت وشاهدت بعضها، وكانت في مجملها مبنية بالحجر المنقبي وتتكون من دور واحد وعدد من الحجرات التي تختلف أحجامها اضافة الى عدد من الحمامات التقليدية، وكانت تفرش بالسجاد والحصر ومزودة بالمراتب القطنية والوسادات والأغطية الخفيفة نظرا لما تتميز به مناخ جدة من حرارة ورطوبة عالية بسبب موقعها الجغرافي. ومن اهم الأوتيلات التي عاصرتها كل من: 1- اوتيل الشيخ سليمان ابوداود، ويطل على برحة ابوداود شمال منازلهم بحارة البحر التاريخية وهو من دور واحد. 2- اوتيل الشيخ حسين البحيري ويقع بحارة اليمن جنوب حوش النخلة ويتكون من دور واحد. 3- اوتيل بنقش بحارة اليمن ويطل على بيت الجخدار ويتكون من دور واحد. 4- اوتيل الشيخ حسين ابوزيد ويقع في حارة البحر وكان يطل على بيت السمكري ويتكون من دور واحد. 5- اوتيل الشيخ محمد نور التركي ويقع بحارة البحر جنوب بيوت الزاهد ويتكون من دور واحد. 6- أوتيل ابراهيم جدع ويقع بحارة اليمن مطلا على بيت محمد سعيد نصيف ويتكون من دور واحد. 7- أوتيل خميس ويقع بحارة اليمن مطلا على بيوت آل خميس ويتكون من دور واحد. 8- أوتيل الجخدار ويقع بحارة اليمن ويطل على بيوت الجخدار. ويلاحظ ان كل الأوتيلات تقع بحارة البحر وغرب حارة اليمن وذلك قريبا من البنط ومن بحر جدة حيث ان معظم الذين يقيمون في هذه الأوتيلات هم من كبار الحجاج وذوي القدرات المالية الجيدة. وبالإضافة الى هذه الأوتيلات كانت هناك بعض الفنادق الكبيرة مثل فندق الحكومة وفندق قريش وكانت اكثر عصرية وتتكون من عدة ادوار وتقدم خدمات اكثر كفاءة وتطورا وتنوعا، ولا زال فندق قريش الذي نزل فيه عدد من الملوك ورؤساء الدول الزائرين قائماً، وبناؤه متين ومزخرف بكثير من الصور والاشكال الفنية الجميلة ويقع في شرق حارة الشام غرب مدرسة الفلاح، وقد نزل فيه ملك مصر الراحل فاروق عند زيارته للمملكة العربية السعودية في عهد الملك عبدالعزيز رحمهما الله. وكذلك كان يوجد فندق التيسير وهو احد اهم الفنادق في تلك الحقبة. وكان يقع في غرب حارة الشام بجدة التاريخية. وزمان يا جدة يا ام الرخا والشدة.. والضيافة والقيافة.. فقد كانت جدة ولا زالت مدينة قادرة دوما على استيعاب التطورات الحضارية واستخدام كل ما هو نافع وجميل وممكن في كل الأحوال والظروف..