"جات أختى عيوش ويه ويه" بتلك الكلمات إستقبل عبدالله العيسى شقيقته الصغرى عيوش أثناء عودتها من المدرسة ، وما أن إنتهى الفيديو حتى إنتشر على مواقع التواصل الإجتماعى كالنار فى الهشيم لتتحول طفلة الإحساء عيوش وهى ترقص على طرق أصابع شقيقها بين ليلة وضحاها إلى نجمة وحديث الساعة فى السعودية ، إنتشرت الفيديوهات التى تقلد رقصة عيوش ويه ويه بين الفنانين والمطربين والمواطنين والمذيعين وحتى الطيور لتصبح عيوش رمز من رموز الإبتسامة والأمل الذى يأتى وسط الهموم والأحزان ، بين أزقة حارة عيوش البسيطة إنطلق سهم السعادة ليصيب كل من يشاهد المقطع بحالة من الحب والتفاؤل تجعله يشعر أنه يمكن التغلب على متاعب الحياة ومصاعبها بسهولة وأبسط الطرق فالسعادة غير مرتبطة بالمال قلت فى مقال سابق "لن تسعد بقدر ما تنفق" وكذلك لن يحبك الأخرين بقدر ما تنفق فما أكثر الذين ينفقون الكثير من الأموال فى رحلة "تلميع" حتى يدخلوا القلوب ولكن دون جدوى ، بالرغم من أن طفلة الإحساء عيوش دخلت قلوب الملايين فى مقطع لا يتعدى الدقيقة الواحدة داخل حارتها ودون أى إستعداد أو إصطناع وتكلف لأن ما يخرج من القلب يخترق القلوب وهو ما حدث مع عيوش الطفلة البسيطة التى تغلبت على رتابة الحياة ومصاعبها برقصة ، ما أجمل أن تعطينا عيوش درس فى التغلب على الصعاب فى الوقت الذى نحتاج فيه إلى أى بسمة أمل تخرجنا من الدائرة المغلقة التى وضعتنا ظروف الحياة داخلها ، أصبحنا فى حاجه لحالة التفاؤل والحب التى نثرتها عيوش خاصة فى ظل التباعد الإجتماعى الذى نعيشه ، نعانى من إكتئاب إنعكس على كل أشكال العلاقات وحتى أنفسنا لكن مهما بلغ حجم الهموم والضغوط لا يمنعنا ذلك من أن نبتسم ونقابل همومنا بإبتسامة تجعلنا أقوياء قادرين على الإستمرار فالتفاصيل التى لطالما نهرب منها فى واقعنا سنعيشها شئنا أم أبينا لذا من الأفضل أن نقابلها بإبتسامة رضا وإيمان بأن الإنسان قادر على تغيير الظروف أياً كان حجمها حتى لا يمضى الوقت ويعانقنا الموت وتصبح فى النهاية الحياة بالنسبة لنا أمنية لن تتحقق . يقول محمد على كلاى "أنت من يحيي حلمك وأنت من يقتله , تمسك بحلمك حتى في أصعب الظروف. "