البيئة الخاملة والعلاقات الجامدة لا يمكن أن يتمخض عنها بأية حال مجتمع إيجابي وحياة صحية، والتفاؤل أو اختلاق المرح في التفاصيل الدقيقة في تعاملاتنا اليومية، سلوك تشير الدراسات إلى أنه محفز قوي لمعنويات عالية وحماسة كبيرة في شتى صنوف الحياة. مزاج «عيوش» بعد عودتها من المدرسة، أصبح في اليومين الماضيين مضرب مثل في التغلب على رتابة الحياة ومتاعبها، بعد أن نثرت البهجة على الملايين ممن تلاقفوا مقطعها عبر وسائط التواصل وشاهدوها وهي ترقص في أزقة حارتها البسيطة على «طرق أصابع» شقيقها، وعلى أنغام ترحيبه بها على طريقته البسيطة وبلكنته الحساوية اللذيذة «ويه ويه وجات أختي عيوش»، ليقدما معاً درساً إنسانياً في كيفية مسح تعب الكادحين صغاراً وكباراً، عبر موقف إيجابي واستقبال مبهج كالذي قام به شقيق عيوش، الشاب عبدالله العيسى البطل الحقيقي للمقطع الذي أشاع التفاؤل في نفس الصغيرة عيوش وفي نفس كل من شاهد الفيديو المتداول. خلاصة القصة تنقل رسالة واضحة ومهمة في ضرورة أن نصنع السعادة ونبحث عنها، لا أن ننتظرها ونستسلم للحظات الجامدة، لاسيما أن الدراسات تشير إلى أن 40 % من مشاعر السعادة لدى الإنسان مرتبطة بأفكاره وسلوكه وأفعاله، كما جاء في دراسة نشرتها مجلة تايم الأمريكية وقدمت خلالها رسما تحليليا عن السعادة، والعوامل المؤثرة فيها، قالت إن العلماء يرون أن السعادة تتعلق بمدى رضا الإنسان عن حياته وتقبلها، ومدى شعوره إزاء تفاصيله اليومية، وأن السعادة مهارة يمكن تطويرها بممارسة مستمرة، وللإنسان القدرة على التحكم بكيفية وجودها.