اجتمعنا وكلنا حماس وهمة واتفقنا على إنشاء مشروع بسيط بالجهود الذاتية. مشروعنا كان يقدم مأكولات شعبية بسيطة بأسعار معقولة وفِي متناول الأيدي. اخترنا موقعاً على قدر ميزانيتنا وأخذنا الرخصة وتوكلنا على الله وبدأنا العمل على بركة الله. الجميع متحمس للعمل وعلى قلب رجل واحد. أي فرد في المجموعة عنده وقت فراغ يذهب ويقف على البسطة ويعمل. لم يكن بيننا لئيم أو أناني والأرباح توزع بالتساوي والأمور سهلة وميسرة والرزق على الله. في يوم من الأيام، زارنا أحد الزملاء وبدأ يبدي إعجابه بمشروعنا ويباركه. عرضنا عليه المشاركة ورحبنا به فقال يجب عليكم تطوير مشروعكم. يحب أن تاخذوا دكاناً أو إثنين على أحد الشوارع الرئيسيّة وتعملوا ديكورات وتصاميم عالمية وتقدموا مأكولات غربية بدل الشعبية وبذلك تضمنوا الربح الوفير والمال الكثير وإذا وافقتم على ذلك أشارككم ولكن أكون شريكاً بأفكاري و توجيهي ورأس المال عليكم فأنا صاحب خبرة والخبرة لها قيمتها ولا بد أن أكون أنا المدير. طبعاً، رفضنا بالإجماع فما كان من صاحبنا إلا أن توجه لرئيس البلدية وأخذ يقنعه بأن هذه البسطة تشوه المنظر العام وأنها عنوان للتخلف ولا يجوز أن تستمر. رئيس البلدية هذا، رجل حصيف ولَم يحبذ أن يكون معنا أو علينا ولكن ياخوفي، لأن كتر الزّن يدوش. أكيد كلكم رأيتم غراب البين هذا ولكن أين لا تذكرون. إنه موجود بيننا وله أشكال وألوان مختلفة ولكن همه وعمله واحد وهو تخريب أي عمل ناجح أو بالبلدي يوقف المراكب السيارة. أنا على ثقة، أنه الان وبعد قراءة هذا المقال في طريقه للحلاق لعمل نيو لوك ليغير شكله وسيدعي أن النيو لوك لزوم الهلوين.