ما زالت بسطات النساء تجد قبولا وإقبالا كبيرا من قبل المتسوقين في بعض أسواق مدينة جدة والمدن الأخرى، حيث يحرص الكثير من النسوة على العمل في الأسواق المعروفة ومنها شارع قابل الذي تتزاحم فيه البسطات الرجالية، فيما يظهر بعض منها المخصص للنساء. «عكاظ الأسبوعية» التقت بعدد من النساء السعوديات اللاتي فضلن العمل في هذا الاتجاه التجاري تحسينا لوضعهن وبحثا عن لقمة العيش. تقول أم محمد التي نصبت بسطتها في هذا الشارع حيث تبيع ثياب النوم الرجالية، إن العمل لا يأتي إلا مقروناً بالتعب، لذا نشعر بفرح حين يرزقنا الله برزقه الفياض، إلا أن هناك ما ينغص علينا هذا الفرح، وفي مقدمته المشاحنات اليومية مع البلدية التي ترفض تواجدنا في هذا المكان رغم انتشار العديد من البسطات الأخرى الرجالية. وتضيف أم محمد، إنهم يطالبوننا بتصاريح صادرة منهم، وهو أمر مقبول، ولكننا حين ذهبنا لأخذ التصاريح، تتكاثر طلباتهم الأخرى التعجيزية، حيث يطلبون في الخطوة الأولى سجلا تجاريا، وهو مالا نستطيع إصداره. تتطابق وجهة نظر أم عبدالله مع ما أشارت إليه أم محمد، إلا أنها نوهت أن البلدية تشير إلى أهمية أن يكون لدينا عامل، ترى ما الفائدة التي يمكن أن نحصدها من توظيف عامل لهذه البسطة، مضيفة، إن توظيف أحد العمال للعمل معنا، يعني أن يذهب له أي ربح قد نجنيه من وراء فكرة تكوين بسطة، موضحة، أنها رفعت وزميلاتها خطابا لمكتب العمل ووزارة العمل، مستطردة إنها لم تقم بمثل هذه الخطوة إلا من أجل أسرتها الصغيرة والمساهمة في تعليم أبنائها. وترى رهف أنها حين قررت أن تقيم بسطة لطلب الرزق لم يكن في حسبانها كل هذه الإجراءات التي تحول دون إقامة بسطة من قبل امرأة سعودية، وأن ستقدم كل هذه المعاملات ليتم استثناؤها من السجل التجاري الذي لا نستطيع اخراجه من أجل بسطات. ولا تعرف رهف لماذا كل هذه العقبات التي يتم وضعها أمامنا وأمام مشاريعنا البسطية التي نهدف من خلالها تحسين وضعنا المالي بعمل شريف، فيما تشير البلدية إلى أن تصاريح البسطات هي لذوي الاحتياجات الخاصة، فيما لا يعمل هؤلاء بها اطلاقا. وتشير مها أن فكرة إقامة بسطة كانت من ضمن أحلامها، وشرعت في تنفيذها إلا أن العقبات التي توضع أمام هذا المشروع الصغير، كثيرة ومن أهمها إيجاد التصريح اللازم، والتهديد بإغلاق البسطات بين حين وآخر، مؤكدة أنها تأتي يومياً من بحرة لطلب الرزق مع شقيقتها ووالدتها، متمنية من المسؤولين النظر إلى معاناتهن وتسهيل استمرار هذه المشاريع البسيطة التي تساهم في إنعاش وضعهن المالي بشكل بسيط يجعلهن لا يحتجن إلى أحد. فيما أشارت البائعة التي رمزت لنفسها (م.س) إلى أنها تأمل من البلدية إزالة كل العقبات واللوائح التي تحول دون عمل المرأة السعودية في البسطات، موضحةً أن هذه البسطة التي تبيع فيها بعض الملابس، هي المصدر الوحيد لدخل أسرتها الصغيرة وأن الحاجة هي الدافع وراء وقوفها أمام بسطة. «عكاظ الأسبوعية» عرضت معاناة النساء على المتحدث الرسمي باسم أمانة محافظة جدة المهندس سامي نوار إلا أنه لم يرد على التساؤلات حتى مثول الصحيفة للطبع.