بداية أرحب بالأستاذ محمد الجهني رئيساً للتحرير وأرجو له التوفيق في منصبه الجديد الذي تزامن مع العديد من الأحداث المحلية والدولية التي يجب أن يكون للإعلام فيها كلمة حاسمة وحضور قوي وخصوصاً صحافيا. وعطفاً على الإعلام كمجال من مجالات العلوم الإنسانية له تعريفاته الخاصة ومساراته المتعددة وأدبيات ممارسته ، باعتباره ذا تأثير مباشرٍ في مختلف نواحي الحياة وذلك لتنوع آلياته ووسائله التي تخاطب المجتمعات. وحتى يطلق على الشخص مسمى " إعلامي " فإنه يجب عليه أن يكون ملماً بمجال عمله خصوصاً علاوة على أن يكون لديه تصور جيد عن المهنة بشكل عام ؛ علماً بأن ذلك ليس بالضرورة أن يكون بالدراسة الأكاديمية وحدها ، فقد يكون نتيجة لميول صقل بممارسة مهنية تولدت منها خبرة كافية. كما أن إلمام الإعلامي الحريص لا يختصر على المادة الإعلامية التي يقدمها فحسب ؛ بل يجب أن يمتد إلى المعرفة التامة عن الوسيلة التي يقدم من خلالها مادته ليكون قادراً على استخدامها الاستخدام الأمثل. وكما هو معلوم أيضاً أن وسائل الإعلام لم تعد محصورة كالسابق ، ففي ظل التطور التقني الذي يشهده العالم هناك مواكبة للمادة الإعلامية لتصل إلى الجميع في أبسط صورة ممكنة ، ورغم إيجابية ذلك الأمر إلا أنه في الآونة الأخيرة أصبحت له جوانب سلبية أيضاً ! ولعل الجوانب السلبية يمكن أن تختصر في اشتراك استخدام بعض وسائل الإعلام بين من يمارسون مهنة الإعلام والعامة ، مما أدى إلى الخلط لدى بعض المستخدمين باعتقادهم أن استعمالهم لهذه الوسائل يعطيهم الأحقية في الانتساب لمهنة الإعلام ! كبعض مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي الذين يعتقدون أنهم بمجرد استخدامهم لتلك المواقع ومتابعة عدد كبير من الجماهير لهم بأنهم إعلاميون ؛ متجاهلين بذلك أن المسألة ليست بهذه الطريقة ! كما أنه ومع الأسف الشديد نجد أحياناً من الإعلاميين أنفسهم من يطلق مسمى ( إعلامي أو إعلامية ) على كل من هب ودب دون أدنى مسؤولية ووعي تجاه هذا التصرف الخاطئ الذي يقومون به. يجب أن تعاد صياغة مفاهيم المهنة بشكل واضح من قبل من يمارسونها أولاً ، كما أن هذه الصياغة يجب يتواكب معها نظام صارم ومطبق يحفظ حقوق المجال من أيادي العابثين الذين يستغلونه لمصالحهم الشخصية ! فالإعلام الحقيقي رسالة صادقة يقدمها شخص يحمل مبادئ نبيلة لخدمة مجتمع برمته ، وحتى لا يتشكل الضباب وتختلط المفاهيم يجب أن تسمى الأشياء بمسمياته دون تكييف أو تزييف . لمحة : للمهن أساسيات وضوابط يجب تُحترم وأن يلتزم بها من يمارسونها. البريد الإلكتروني : [email protected]