أكد مختص في الإعلام، بأن الجيل الحالي لم يعد يتفاعل مع الإعلام التقليدي بقدر ما يتفاعل مع الإعلام الإلكتروني، بإيجابياته وسلبياته، واصفاً هذا الجيل بجيل الانترنت. وقال المدرب الإعلامي خالد البلاهدي، خلال محاضرة عن "الكتابة الحقيقية والزائفة" في فعاليات "حكايا مسك" المقام في مركز معارض الظهران بالمنطقة الشرقية الذي انطلق امس الأربعاء ويستمر أربعة أيام، بأن هناك شبكات تواصل اجتماعي أصبحت وسيلة للتواصل بين الناس حيث جعلت من الفرد مؤسسة إعلامية ينشر مواده الإعلامية على شبكات التواصل الاجتماعي وللبعض تأثير كبير على أفراد من المجتمع، مشيراً إلى أن التأثير يختلف من شخص لآخر فمنهم من يتأثر بكل ما يقرأه ومنهم من لا يتأثر كثيراً بما يُكتب وآخر يقف في المنتصف ويهتم بالتثبت من الأخبار . وأكد البلاهدي بأن الكتابة الحقيقية هي مهارة فائقة يتمتع بها الكاتب أو الروائي، يستشعر معها القارئ قربه الشديد من النص المكتوب، بكل صدق ووضوح وشفافية، كما أن الكاتب الحقيقي هو من يحرّك الراكد ويكشف النقاب عن الفساد والظلم ويوصل الحقيقة بدون تزييف أو مبالغة، مبيناً بأن الكاتب يمر بمراحل تطور وتقدم يكون في كل مرة مطورا لأفكاره وموسعا من دائرة رؤيته في ما يكتب، لأن الكتابة بالنسبة له اكتشاف ذات وهوية تميزه عن الآخرين. ولفت إلى أن الكتابة أمانة ويجب لمن يمارسها أن تكون كتابته حقيقية وليست بزائفة مضيفاً، بإن مقدرة الكاتب على أن يقترب من القارئ وأن يشركه في نصه بحيث يشعر هو وكأن الكاتب كتب عنه ليس بالأمر السهل، لأنها تحتاج إلمام ومهارة وإطلاع دائم على كل جديد، فيما تعتبر أكثر العوامل تأثيراً هي التي تعمل على أن يتحول الكاتب تدريجياً إلى أيقونة حقيقية وقريبة من الناس عندما يلامس همومهم ويحافظ على مشاعرهم . ويعود البلاهدي في حديثه عن وسائل التواصل الاجتماعي ليوضح جانب من تأثير الكتابة الزائفة، مشيرا إلى أن مع كثرة وسائل التواصل الاجتماعي يفتقد الكثير منا إلى مهارة الكتابة، فعلى الرغم من كثرة قراءتنا اليومية إلا أننا نفتقد لمهارة الكتابة فتجدنا نختصر الطريق ووننسخ ونلصق بدون أن نتأكد من صحة المكتوب ولذلك تنتشر الإشاعة ويعم خطرها، وبسببها تكثر مشكلاتنا اليومية وندخل في دوامات متعددة من الصراع.