كان ياما كان مو مرة من زمان.. حصل انه ستي خديجة كانت تبغا تخطب عزة بنت الجيران، تعرفها من يوم ماكانت صغيرة وبتلعب مع بنتها غفران، كبرت البنت واحلوت وسارت ست بيت كمان. قالت ستي لولدها محمد: نقيتلك عروسة ولا بدر الزمان، اتواعدنا مع اَهلها نزورهم اليوم وان شاء الله احكيك لما نرجع قبل لاتنام. المهم قامت ستي واتجهزت مع اختها وراحت لبيت الجيران، رحبوا بيهم وقدمولهم الشربيت (عصير)، وقالت ستي: أكرمكم الله ياأهل البيت، احنا جينا اليوم عندكم نخطب بنتكم الجميلة عزة، وزي منتي عارفة احنا عشرة عُمُر وبيننا كل طيب و معزة، وولدنا عارفينوا سيرته بيضا الحمد لله زي البفته. ردت ام العروسة : ياأهلا وسهلاً ياخديجة وبنتنا بنتكم والنعم بنسبكم خليني اشاور ابوها ونردلكم ان شاء الله بعد يومين.. وعدت اليومين..وبلغوهم بالموافقة..انبسطت ستي خديجة وزغرطت (الزغروتة من الفرحة) وقالت: ايوة لازم يوافقوا يخزي العين ولدي ماينقصه شي. بدأت ستي تجهز جناح ولدها وتفرشه بالغالي والمرستك (المرتب جداً)، وراحت شارع الدهب تنقيله شبكته ومن دكان لدكان لغاية مانقتله الشبكة الي عجبتوا، وجابت الصندوق الفضة عشان تحط فيه فلوس المهر ومعاها في التبسي العودة والبخور وكمان شوية عطور. وفِي نفس الوقت ام العروسة كانت بتشتري الدبش (عفش البيت ولبس العروسة) لبنتها عزة المصونة ومن دكان لدكان عشان الملابس ولبس الغمرة والفستان، وأبوها راح للنجار عشان يفصِل الغرفة والفرحة باينة في ملامحه ومحد قده. واتعلقت الأنوار في الحارة وريحة البخور طلعت وشموها المارة، وجا يوم الزواج والكل مشغول الي يرتب والي يجهز،أما العريس والعروسة في عالم تاني مشغولين وكل واحد فيهم بيفكر ياترا شكله وشكلها زي مين، وطبعوا وطبعها ان شاء الله يكون حلو..يارب العالمين…. وجا المِجس في الفرح وبدأ يدندن لهم بصوته، ومن موال لموال والنَّاس ترقص على المزمار بالعصيان، والفرحة غامرة قلوبهم،والكل يبارك ويهنئ ويدعي للعروسة يارب ياعزة تتهني .