الرواشين تعد أحدى السمات المعمارية البارزة في جدة قديماً، ولا تزال حاضرة على جوانب تلك المباني لتحافظ على تاريخها الأصيل الذي تجَذر فيها. وتختزل "الرواشين" جزءاً كبيراً من تاريخ بيوت جدة التاريخية ، لتروي لنا قصص وحكايات خلف هذه الرواشين التي تقف شامخه في بيوتها العتيقة . وهي تمثل تراثا حضاريا مميزا في هذه المدينة الحالمة والتي تعتبر شاهدا تاريخيا على أصالة الزمان والمكان في جدة التاريخية ، وهي تمثل العبق التاريخي الحجازي الأصيل والرواشين. وتعد الرواشين أحد أهم مكونات البيت الحجازي بشكل عام والجداوي بشكل خاص وإذا كانت هذه الرواشين قد أضفت طابعًا جماليًا فريدًا، على بيوت جدة فإن خُبراء الهندسة المعمارية ينظرون إلى هذه الرواشين أيضًا باعتبارها أحد الحلول العبقرية التي ، التي تنسجم مع البيئة المحلية، بكل مُكوّناتها لا تقتصر وظائف الرواشين، على إضفاء الطابع الجمالي، على واجهة المنزل، وكذا تحقيق الخصوصية لأهله ، بل هي مُمتدة إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث أنها تؤدي العديد من الوظائف، على الصعيد البيئي، وتنسجم بشكل كبير مع مُعطيات المناخ، وتقلبات الطقس.. لقد ثبت أن هذه الرواشين ، تعمل على توزيع الإنارة الداخلية، وتعطي الغرف والردهات طابعًا رومانسيًا، من خلال التحكم في نظام القلابات والمصبعات المتشابكة، وهي في ذات الوقت تحد من وهج الشمس، حيث أن مكوناتها الخشبية، تتسم بقدرتها علي العزل الحراري. ولكونها بارزة عن سمك الحائط الخارجي، ومُصممة بحيث تضبط تدفق الهواء، ومُعدل الرطوبة، فإنها تعد بمثابة مكيفات هواء طبيعية ،تريح الجسد، ولا تعادي البيئة، ولعل من أهم دلائل وجود هذه الخاصية في الرواشين ، أنها المكان المفضل لتبريد أوعية الشرب الفخارية إلى جانب ذلك فهي تحد بشكل كبير من دخول الأتربة ،وتعمل على منع تساقط حُبيبات الرمل التي تحملها الرياح، بحيث لا يتسلل منها شيء إلى الداخل، كما تمنع دخول الحشرات الضارة.. إلى جانب ذلك، فقد ثبت علميًا، أنها تطيل من العمر الافتراضي للمنزل، كونها تغطي الجدران، وتحميها من العوامل الجوية المتقلبة ،صيفًا وشتاءً. وما زالت الرواشين تقف شاهدة على عصر جميل من تاريخ جدة عروس البحر الأحمر وتحتفظ بكثير من أسرار بيوتها . همسة: الرواشين .. أرثً معماري شاهد على تاريخ جدة . @za