الحديث عن تنفيذ أهداف الألفية التنموية كان دائمًا ما يأخذ منحى رسميדָا، فكنت تسمعه في ندوة يحضرها مسئولون حكوميون أو في اجتماعات رسمية، ولكن الأممالمتحدة أرست - مؤخرًا - اتجاهًا جديدًا يهدف إلى إشراك الشعوب في هذا الأمر .. ولم تكتفِ بأن تكون مشاركتهم قاصرة على التعبير - فقط - عن الطموحات والأحلام الخاصة بتحقيق تلك الأهداف من خلال الاحتفال الذي أقامته يوم 17 أكتوبر2007 تحت شعار " قف وعبر " ، بل سعت أن يكونوا مراقبين لخطوات تحقيقها، فدشنت يوم 1 نوفمبر 2007 بالتعاون مع شركتي ( جوجل ) و ( سيسكو سيستمز ) مشروع مراقب أهداف الألفية للتنمية . يوفر هذا المشروع وسيلة سهلة لمتابعة التقدم نحو تحقيق أهداف الألفية للتنمية في عدد من المجالات بجميع بلدان العالم تقريبًا، حيث يعرض من خلال موقع " "www .mdgmonitor .org على الإنترنت لأحدث البيانات الواردة من عدة مصادر حول المجالات الأساسية للتنمية التي تشملها أهداف الألفية، مثل الصحة العامة والتعليم وتمكين المرأة .كما يتيح عبر برنامج " جوجل إيرث " ، الطيران إلى أي مكان على كوكب الأرض ورؤيته من أعلى بصورة ثلاثية الأبعاد، والاطلاع على الأماكن التي يجري فيها العمل لتحقيق أهداف الألفية للتنمية . نقرات بسيطة تكفي وأشاد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة بهذا المشروع، وقال في حفل تدشينه : " إنه نموذج يحتذى به للشراكة بين المنظمات الدولية والشركات الخاصة " ، وشدد على أهمية زيادة وتفعيل مثل هذه المبادرات، مضيفًا : " تحقيق أهداف الألفية مهمة دولية تحتاج إلى المزيد " .وبنفس الحماس تحدث د .كمالدرويش المدير العام لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي عن هذا المشروع الذي سيتيح ل300 مليون مستخدم لبرنامج " جوجل إيرث " متابعة تنفيذ أهداف الألفية، وقال : " إنه أمر رائع أن تستطيع بنقرات بسيطة على الكمبيوتر إتاحة معلومات حول النجاحات والتحديات في مجال تنفيذ أهداف الألفية " . موضوعات للحوار العام وشهد حفل تدشين المشروع مندوبون عن شركتي جوجل وسيسكو، وتحدث مايكل جونز مسئول التكنولوجيا ب " جوجل إيرث " عن اشتراك شركته بالمشروع، مؤكدًا أن هدفهم هو أن تصبح أهداف الألفية للتنمية بشكل خاص وقضايا التنمية الإنسانية عمومًا موضوعًا للحوار العام بصورة أكثر انفتاحًا وتواتر ًا .وأضاف : " نعتقد أن برنامج جوجل إيرث ومستخدميه حول العالم يمكن أن يكون لهم دور مهم في تحقيق هذا الأمر " .وأكد كارلوس دومينجوس النائب الأول لرئيس شركة " سيسكو " على أهمية هذا المشروع الذي اعتبره نموذجًا لتسخير التكنولوجيا؛ لتساهم بشكل فعال في علاج القضايا الاجتماعية والاقتصادية على المستوى العالمي، وقال : " نؤمن أن المشروع يمكنه المساهمة في توجيه الخبرات والموارد بفاعلية للذين يحتاجونها، وفي الوقت ذاته إلقاء الضوء على نجاحات الآخرين في سبيل تحقيق أهداف الألفية " . باقي من الزمن 7 سنوات وكانت أهداف الألفية للتنمية قد اتفق على تحقيقها قادة 189 بلدًا خلال قمة الألفية التي عقدت في نيويورك عام 2000، وهي مجموعة من الأهداف المحددة التي يمكن قياس التقدم نحو تحقيقها ضمن برنامج زمني محدد ( بحلول عام ) 2015 ، وهي تقضي بالقضاء على حدة الفقر المدقع والجوع، وضمان التعليم الابتدائي للجميع، وتعزيز المساواة بين الجنسين، وتمكين النساء، وخفض معدل وفيات الأطفال، وتحسين صحة المرأة بعد الولادة، ومكافحة فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز والملاريا وغيرهما من الأمراض الفتاكة، وكفالة الاستدامة البيئية، وإقامة شراكة عالمية من أجل التنمية . ورغم مرور 8 سنوات تقريبًا منذ الاتفاق الدولي على تلك الأهداف فما زال مليار من البشر تقريبًا يعيشون حاليדָا على دخل يقل عن دولار أمريكي واحد يوميדָا، ويموت في كل عام ستة ملايين طفل قبل أن يصلوا سن الخامسة؛ بسبب سوء التغذية، وفي البلدان التي تعاني من الفقر الشديد فإن أقل من نصف الأطفال يلتحقون بالتعليم الابتدائي، وأقل من ٪20 منهم يلتحقون بالتعليم الثانوي .وهذا هو ما دفع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي بوصفه الجهة المكلفة بمتابعة التقدم نحو تحقيق أهداف الألفية للتنمية إلى تأسيس " مراقب أهداف الألفية للتنمية " كوسيلة مبتكرة لمتابعة التقدم نحو تحقيقها ورفع مستوى الوعي بها في الوقت ذاته .