جدة – حماد العبدلي عاودت أزمة المياه مجددا في جدة، وبالذات في الأحياء الشعبية شرق المحافظة، ولم تصل المياه في الضخ لأكثر من 15 يوماً، دون أن تبدي شركة المياه أي اهتمام أو مبرر. وأوضح مواطنون متضرّرون ل "البلاد" أنه يُفترض أن تضخ المياه، حسب جدولتهم لكل حي، لكن الشركة أخفقت في مصداقيتها مع المواطنين؛ ما دفعهم إلى جلب مياه عبر صهاريج تباع بأكثر من سعرها الحقيقي، إضافة إلى الزحام الشديد الذي يواجهونه في محطة الأشياب. وطالب المواطنون من شركة المياه إيضاح المشكلة التي تعرقل ضخ المياه في مواعيدها المحددة، ومعرفة أدق الحقائق عن الأسباب، مؤكدين أنهم ملوا من الوعود البراقة لحل المشكلة المزمنة في جدة دون حلول جذري. وقال المواطن أحمدعبدالله القرني: إنه من سكان أحياء شرق جدة والمياه عبر الشبكة لا تصل الينا إلا كل شهر مرة. ولاتكفي المياه التي تصل إلى البيوت كل شهر في سد حاجاتهم من مياه الشرب كل هذه المدة.. حتى لو كان استخدامهم للمياه بقطارة.. إن وقف وصول المياه عن بعض الأحياء شهراً.. وأسبوعين هو عملية تعطيش إجباري، يضطر معها الناس للذهاب لأشياب المياه للحصول على وايتات الماء عدة مرات، حتى ينقضي الشهر، ويعود ضخ المياه إلى أحيائهم. وتساءل المواطن القرني قائلاً: لا أدري متى ستنتهي أزمة المياه في جدة التي تقع على بحر.. وهل كتب على جدة أن تعيش العطش المتكرر.. وأن يضطر العديد من سكانها للمطاردة للحصول على وايت ماء. ويرى محمد السمي أن إدارة المياه في جدة لو اتبعت نظاما جديدا لتوزيع المياه على أحياء جدة حسب المواقع وأعادت الجدولة بشكل أفضل، وأعطت كل حي يومين للصب، فإن انقطاع المياه عن كل حي لن يزيد عن ستة أيام، وهذا كفيل بأن لا يخلق أي أزمة.. وستصل المياه إلى كل الأحياء في أوقات متقاربة، كما استغرب من تناقض في تأكيدات مسؤولي المياه أنهم سينهون مشكلة المياه في جدة نهائياً. وأكد آخرون على أنه لا توجد مشكلة في كميات المياه التي تصل من التحلية، ولكن المشكلة في عدد الخرانات المخصصة لاستقبال هذه المياه.. وأن عددها أقل من المطلوب.. مما لا يساعد في ضخ كل كميات المياه من محطات التحلية.. بالإضافة إلى اهتراء بعض شبكات المياه الأرضية في مناطق مختلفة من جدة؛ مما يؤدي إلى تسرب المياه دون فائدة.. ورغم التأكيدات بوجود أعمال إصلاح وصيانة وتجديد لهذه الشبكات إلا أن العمل فيها لم يكتمل حتى الآن.. وربما لم يبدأ بعد.. مما يؤدي إلى تكرار أزمات تعطيش جدة.. وتكرار اعتمادها على الشرب بواسطة صهاريج المياه التي أصبحت تشكل أزمة مرور في شوارع جدة فوق أزماتها المرورية. وقال مواطنون: إن حي السامر بشرق جدة يعاني انقطاع المياه وطفوحات (الصرف) انقطاع متواصل: ويؤكد عبدالله العمري من سكان الروابي : انقطعت مياه الشبكة عن حينا منذ اكثر من 20 يوما، ولازلنا نتطلع الى عودتها، وقد قام عدد من الاخوة السكان بالاتصال بادارة شركة المياه الوطنية لاشعارهم بذلك لكن دون فائدة؛ حيث لم تجد شكاوى اهل الحي أي صدى، ولازالت مياه الشبكة متوقفة عن حينا . واضاف: نحن الآن نحصل على الماء بمقابل مادي ندفعه يومياً ثمناً للوايت، وبعضنا يشتري يوماً بعد آخر، وآخرون كل ثلاثة أو أربعة أيام وهذه معاناة كبيرة خصوصاً وان مكان البيع في الفيصلية مزدحم بالمشترين، وتظل هناك لوقت طويل ننتظر دورنا، مما يضيع علينا الوقت. وطالب االعمري شركة المياه الوطنية بالقيام بدورها المطلوب واعادة ضخ المياه الى حي الروابي والاحياء الاخرى، فالامكانيات في بلادنا كبيرة- ولله الحمد- ولا ينقصنا شيء، ولذلك نرجو تفعيل توجيهات ولاة الامر -حفظهم الله- إلى أعمال ملموسة ايجابية على الأرض وأشار مبارك الحربي إلى أن المشكلة الحقيقية في الأزمة التي تحدث في جدة أنه لا تحدث معالجة على ارض الواقع، ولاتوجد حلول، ومسؤولو الاشياب ليس لديهم جديد سوى كلام يردد وليس مقنعا. واضاف الحربي: ان مايحدث أصابنا بالملل والاحباط، وتعودنا على ملاحقة الوايتات والدفع الكاش ….واختتم قائلا: حسوفينا، كفاية يااشياب جدة. ويضيف ضيف الله الزهراني أن حجم المشكلة يحتاج إلى تدخل من المسؤولين في تحلية المياه لإنهاء المعاناة المزمنة. التي تضرب كافة الاحياء، وبين الزهراني أن استمرار الشرب من مياه الصهاريج يرهق المواطنين مالياً خاصة أن الاستهلاك في كميات المياه كبير في ظل وجود أسرة كبيرة. مبيناً أن انقطاع ضخ المياه عن منازلهم ازداد خلال الفترات الماضية مما جعل الأهالي في ازدياد أمام أشياب جدة.وتمنى ألا تطول الأزمة. وبين محمد السفري أن المشكلة ليست في الأزمة… المشكلة في إيجاد الحلول من شركة التحلية للقضاء على الأزمة بشكل نهائي، خاصة أن شح المياه يتكرر، ونحن من سكان الروابي ومنذ ما يقارب من 20 يوما لم تصب العين، وحاولنا بالعديد من الاتصالات على الشركة، وهناك وعود دون جدوى. واصبحنا نتعامل مع اصحاب الوايتات بالاتصال بدلا من الذهاب للموقع حتى وان كان المبلغ المطلوب للصهريج اكثر من اللازم؛ من اجل تفادي السهر وانتظار الدور الذي يخرج فيه الوايت، مشيرا إلى ان الوضع لايحتمل الاستمرار كما هو فعلا، سيما أن بعض خزانات المنازل صغيرة لاتكفي حتى يوم واحد لكثرة مستخدمين المياه. ويصف عثمان الزبيدي انقطاع المياه المستمر في الحي بأنه ليس وليد صدفة وانما هو تكرار لفصول مسبقة للمعاناة، ويقول: أنا أسكن بالروابي منذ أكثر من 25سنة ولكن في الفترة الأخيرة بدأ تدفق المياه يقل يوماً بعد يوم، حتى أصبح ذلك يمتدد لفترة أسبوع وأكثر. والماء يشكل عائقاً مهماً و ضروريا فأنا لدي أبناء صغار وأحتاج للماء كثيراً .وأضاف الزبيدي: في السابق كنت أذهب إلى شركة المياه وأنتظر دوري ، ولكن لكبر سني لم أعد أحتمل تلك الزحمة ولا الإنتظار فتعاملت مع صاحب أحد صهاريج المياه فهو يحضر لي الماء متى ما أردت ذلك دون عناء، ويأخذ أجره … لااستطيع الانتظار لوقت متأخر من الليل. مرتبط