عواصم- وكالات تواصل قوات النظام السوري وحلفاؤها التقدم نحو الأحياء الشرقية لمدينة حلب. وفيما يستمر نزوح السكان خوفا من المعارك، جدد الجيش السوري دعوته للمقاتلين في بيان بالسماح للمدنيين والجرحى والمرضى بالخروج من الأحياء الشرقية في إطار الضغط على الفصائل. وتعمل قوات النظام السوري وحلفاؤها على تضييق الخناق على شرق حلب، عبر شن هجمات على محاور عدة لتقليص مساحة سيطرة الفصائل المعارضة، وتكرارها دعوة المقاتلين إلى السماح بخروج المدنيين الراغبين في ذلك. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس: إن قوات النظام وبدعم من حلفائها الروس والإيرانيين وحزب الله اللبناني تخوض معارك على جبهات عدة في حلب، خصوصا في حي مساكن هنانو الواقع شمال شرق المدينة. وأشار إلى أنها تقدمت أيضا داخل حي الشيخ سعيد في جنوبالمدينة، لافتا إلى مقتل ثمانية مقاتلين معارضين على الأقل بينهم قيادي، نعته حركة أحرار الشام لاحقا وعرفت عنه ب"قائد قطاع مدينة حلب". وقال عبد الرحمن: إن قوات النظام باتت تسيطر على ثلث حي مساكن هنانو حيث تدور اشتباكات عنيفة بين الطرفين. ويثير التصعيد العسكري في حلب قلقا دوليا حيال مصير المدنيين المحاصرين في الأحياء الشرقية. وحذر دي ميستورا، الذي أجرى أخيرا محادثات في دمشق، من "كارثة إنسانية" في نهاية العام في شرق حلب بسبب "تكثيف العمليات العسكرية"، واقترح إقامة "إدارة ذاتية" لمقاتلي المعارضة فيها بعد انسحاب "جبهة فتح الشام" (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة) منها. ودفعت المعارك من تبقى من سكان الحي، الذين نزحت أعداد كبيرة منهم مع بداية النزاع في حلب، إلى الفرار خوفا من المواجهات. وقال عضو المجلس المحلي لمساكن هنانو ميلاد شهابي لفرانس برس: إن "المدنيين بدأوا بالفرار من الحي هربا من الاشتباكات العنيفة" باتجاه الأحياء الجنوبية. وتزامنت المعارك في مساكن هنانو مع قصف جوي ومدفعي على مواقع الفصائل وأحياء اخرى في شرق المدينة، وفق المرصد. كما أفاد المرصد بحالات اختناق أصيب بها العديد من المواطنين في حيي القاطرجي وضهرة عواد إثر قصف بأربعة براميل متفجرة صدرت عنها روائح كريهة. ونقل عن مصادر طبية ترجيحها أن الاختناق ناتج من غاز الكلور. وقتل منذ أسبوع 143 مدنيا على الأقل، بينهم 18 طفلا، جراء قصف قوات النظام الذي استؤنف بعد فترة من الهدوء، وترد الفصائل المعارضة باستهداف الأحياء الغربية بقذائف أودت ب16 مدنيا بينهم عشرة أطفال في الفترة نفسها. من جهتها، وافقت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي تحقق حول هجمات كيميائية في حلب، على عرض موسكو تقديم معلومات "يمكن أن تكون مفيدة" في التحقيق. وأكد الجيش الروسي في 11 تشرين الثاني/نوفمبر أن لديه أدلة على استخدام مقاتلي المعارضة في شرق حلب المحاصر أسلحة كيميائية، الأمر الذي نفاه هؤلاء. مرتبط