هناك فئة قليلة العدد من الباحثين في الاعلام السياسي هي التي تبذل جهوداً مضنية في دراسة نماذج العلاقات النائية المؤثرة التي تركت علاقات بارزة في تكوين السياسة الخاصة. ان هذا الاسلوب الرفيع في التعامل الدبلوماسي يجب ايضاحه وتركيز الاضواء عليه للاستفادة في تحسين الاداء الفعال للعلاقات بين الدول. لذلك لن نبتعد كثيراً عن الحقيقة اذا قلنا ان العلاقات السعودية الامريكية من عهد الملك عبدالعزيز الى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان تقوم على عنصرين اساسيين الثقة المتبادلة والتعامل السليم فالاتصال الذي تم مؤخراً بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان والرئيس الامريكي المنتخب الجديد رونالد ترامب يعتبر تجسيداً للعلاقات السياسية المتميزة لاي بلد من بلاد العالم. اكتب عن العلاقات السعودية الامريكية بعد المحادثات التلفونية للملك سلمان مع الرئيس الامريكي الجديد يحدوني خاطر اعتزاز لمثل هذا النموذج عن العلاقات الثنائية بين الرياضوواشنطن فهناك احساس عام دولياً بان صورة الرياض في عون الآخرين. بما في ذلك الامريكية تحتل المكانة العليا من احترام وتقدير وفهم يعكس مدى اتساع مصداقية الخط السياسي والنهج الدبلوماسي للرياض وتعاملها مع الجميع. ان مثل هذه الصورة الرائعة للعلاقات السعودية – الامريكية لم يكن لها ان تتحقق ويتضح خط سياسي واضح نسج خطوطه ببراعة الملك عبدالعزيز من نصف قرن رعاه بحنكة رجل السلام الملك سلمان الذي ينظر اليه عالمياً على انه سياسي من الطراز الاول بكل ما تعني الكلمة من معاني. وما من شك في ان ترجمة هذا الخط السياسي الى واقع متميز واتصالات قد تمت بدرجة عالية من الثقة المتبادلة وغاية في المهارات في التعامل السياسي. ولست اريد ان اعدد المراحل التاريخية التي مرت بها العلاقات السعودية الامريكية والتي تعكس هذا الاحترام الذي جاء انعكاسات استراتيجية لصالح القرار السعودي ومراعاة انه المنفذ لهذه الاستراتيجية لان ذلك يحتاج الى مقالات طويلة وعديدة. ولكنني اريد ان اشهد في عجالة الى دور الملك سلمان في تدعيم العلاقة المتميزة مع واشنطن الذي اتخذ بشجاعة نهج السلام ، الدبلوماسية الرصينة التي نجحت وبأقصى سرعة ممكنة في جمع تأييد القادة الامريكيين لنهج السلام. انه دور يعتبر النموذج المثالي للادوار التي تكون السياسة الخارجية لاي بلد من بلاد العالم. فهو يدرك المتغيرات عربياً واسلامياً ودولياً وهو هادئ وحاسم في نفس الوقت، يخلو اسلوبه الدبلوماسي من التهديد والوعيد بحيث يعكس الطبيعة السعودية وتحركه نحو الواقعية في التعامل السليم. ثم ان دور الملك سلمان في التعامل مع واشنطن ينطلق من التوازن بين الممكن والمنشود لتنويع التحالفات والارتباطات والمواقف في الازمات. لقد كان يرتكز اسلوبه في تعضيد العلاقات بين الرياضوواشنطن على الثقة في قدرة الدبلوماسية السعودية في ضوء تعديل الاستراتيجية كما صممها الملك سلمان وقدرتها واشنطن وتعاملها مع مصلحتها. ان ما جسدته سياسة الملك سلمان في حديثه التلفوني مع الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب سيدخل البيت الابيض ومعه تصور واضح لوجهة نظر الرياض بالنسبة للقضايا الدولية عامة والعربية والاسلامية خاصة ولذلك جدد الملك سلمان الخطوط العريضة للمبادئ المشتركة بين الرياضوواشنطن وطالب بشحذ الهمم في تطورها كما كانت معروفة تاريخياً. نتلخص مما سبق ان الثبات على المبادئ في العلاقات السعودية الامريكية تعتبر تاريخياً العامل الاساسي في استمرار للعلاقات الممتازة بين الدولتين ومساعدا على انشاء علاقات اوثق في المجال الدولي. لذلك ستظل العلاقات السعودية – الامريكية والتي تعمل من خلال توجيه القيادتين السعودية والامريكية تواصل جهودها في جعل هذه العلاقات الثنائية نموذجاً يحتذى به عالميا لحرصها الشديد على ان تكون نوعيتها نموذجاً للتهيئة وليست مساعداً على التوتر واظن ان الجهد المتصل للملك سلمان لجعل الادارات الامريكية المتعاقبة تشارك بفاعلية في قضايا الشرق الاوسط هو الدليل الحي على ذلك وان علاقات المملكة بالولايات المتحدة طراز فريد وادراك لما يحدث في العالم من متغيرات.